إجابة السؤال الأبرز.. من فقد مكانه لصالح بيراميدز.. الأهلي أم الزمالك؟

لم يكن تتويج نادي بيراميدز بلقب كأس السوبر الأفريقي 2025 مجرد إضافة بطولة جديدة إلى خزائن الكرة المصرية، بل كان بمثابة “زلزال” كروي أعاد رسم خريطة القوى التقليدية، وقد يكون أنهى بشكل قاطع عصر “القطبية الثنائية” الذي سيطر عليه الأهلي والزمالك لعقود.
فبعد أن نجح بيراميدز في تحقيق الإنجاز الأكبر بالفوز بدوري أبطال أفريقيا الموسم الماضي، جاء فوزه بالسوبر ليثبت أن صعوده لم يكن “طفرة” عابرة، بل هو بداية لواقع جديد.
هذا الواقع الجديد يطرح السؤال الأكثر إلحاحا وجدلا على الساحة، من هو الخاسر الأكبر من هذا التفوق؟ من الذي “فقد مكانه” فعليًا لصالح القوة الثالثة الجديدة.. هل هو الأهلي، زعيم القارة، أم الزمالك، غريمه الأزلي؟
الأهلي: خسارة “الهيبة” و”الانفراد”
بالنسبة للنادي الأهلي، “نادي القرن” وصاحب الرقم القياسي في الألقاب القارية، فإن الضرر يمس “هيبته” و”انفراده” بالزعامة، لم يفقد الأهلي مكانه كنادٍ عملاق، فمكانته التاريخية والجماهيرية لا يمكن زعزعتها بسهولة، لكنه فقد “حصريته” كالممثل المصري الأوحد على عرش أفريقيا.
لعقود طويلة، كان الأهلي هو من يحمل لواء الكرة المصرية في المحفل القاري الأكبر، أما الآن، فقد أصبح لديه “شريك” مصري آخر يحمل اللقب نفسه (دوري الأبطال) وينافسه على لقب “السوبر”.
الضرر الذي لحق بالأهلي هو ضرر “رمزي” ونفسي بالدرجة الأولى؛ فـ”العرش” الذي كان يجلس عليه وحيدًا، أصبح يتسع لمنافس آخر من داخل حدود الدولة. لم يعد الأهلي هو “البطل” الوحيد، بل أصبح “أحد الأبطال”.
الزمالك: خسارة “المكانة” و”القطبية”
أما الزمالك، فالضرر الذي لحق به يبدو أكثر “استراتيجية” وخطورة، ويمس صميم “مكانته” التاريخية. هوية الزمالك باعتباره “القطب الثاني” و”الغريم الأزلي” بُنيت بالكامل على كونه المنافس الأول والوحيد القادر على مقارعة الأهلي. كان الصراع دائما ثنائيا، وبقية الأندية تتنافس على مراكز لاحقة.
صعود بيراميدز وتتويجه بالألقاب القارية الكبرى (دوري الأبطال والسوبر) يسحب البساط من تحت أقدام الزمالك، ويحوله فعليا من “القطب الثاني” إلى “المركز الثالث” في هرم القوى الحالي، لم يعد الزمالك هو المنافس الأول للأهلي، بل أصبح بيراميدز، بطل أفريقيا وحامل السوبر، هو من يحتل هذا المقعد “وظيفيا” وبجدارة.
خسارة الزمالك ليست مجرد خسارة “معنوية”، بل هي خسارة “ترتيب” و”موقع” في الخريطة التنافسية. أصبح الزمالك مطالبا الآن ليس فقط بمنافسة الأهلي، بل بمنافسة بيراميدز أولاً لاستعادة مكانته كـ “المنافس الأول”.
من فقد مكانه؟
في الإجابة عن السؤال الأبرز، يمكن القول إن كلا القطبين قد تضرر، ولكن بدرجات مختلفة.
الأهلي خسر “هيبته” كزعيم منفرد لأفريقيا، لكنه لم يفقد “مكانه” كقوة عظمى، أما الزمالك، فهو من “فقد مكانه” بالفعل، لقد خسر مكانته التاريخية كـ”القطب الثاني” للكرة المصرية تنافسيًا وليس جماهيريًا قطعًا، وحل محله بيراميدز كالمنافس الأول وبطل القارة الحالي. يبدو أنه انتهى عصر القطبين، والزمالك هو من يدفع الثمن الأكبر لهذا التغيير الجذري.
نقلاً عن: إرم نيوز