“لقد اتهمكم بالسرقة!”.. هل يستخدم ألونسو تصريح يامال كـ”وقود” لـ”سحق” برشلونة؟
خلف الأبواب المغلقة في “الفالديبيباس”، كان الهدوء الذي أظهره تشابي ألونسو في مؤتمره الصحفي قبل مواجهة برشلونة في الكلاسيكو مجرد قناع يخفي بركانًا من الغضب، أمام الكاميرات، كان المدرب الباسكي هو الدبلوماسي المحنك الذي رفض الانجرار إلى حرب كلامية مع طفل يبلغ من العمر 18 عامًا، ورد ببرود الكبار: بيننا أرض الملعب.
لكن في الكواليس، وبعيدًا عن أعين الإعلام، كان ألونسو يجهز سلاحه الأقوى، مستخدمًا تصريح لامين يامال الناري كـوقود لإشعال جحيم الكلاسيكو في نفوس لاعبيه.
الهدوء الذي يسبق العاصفة.. قناع ألونسو الإعلامي
لم يكن ألونسو ساذجًا ليرد على اتهام يامال (ريال مدريد يسرق) بشكل مباشر في الإعلام، كان يعلم أن أي رد فعل غاضب سيظهر ريال مدريد بمظهر النادي الكبير الذي يستفزه طفل، وهو تمامًا ما أراده لاعب برشلونة.
لذلك، اختار ألونسو البرود التام، وتجاهل السؤال، وحول الدفة نحو أهمية المباراة فنيًّا، لكن التقارير الواردة من مدريد أكدت أنه كان منزعجًا بشدة، لقد كان هدوء القاتل الذي يجهز لضربته، وليس هدوء المتسامح.
غرفة الملابس.. الانفجار الحقيقي
يمكننا أن نتخيل المشهد داخل غرفة ملابس ريال مدريد. ألونسو يجمع لاعبيه، وفي يده هاتف يعرض تصريح يامال، لم يعد المدرب الهادئ، بل تحوّل إلى القائد الذي يدافع عن شرف فريقه، من المرجح أن تكون كلماته للاعبيه كالآتي: لقد اتهموكم بالسرقة! هذا الطفل اتهم تاريخ هذا النادي بالسرقة، هو لا يهاجمني أنا، بل يهاجم القميص الذي ترتدونه، ويهاجم كل بطولة فزنا بها.
لو فعل ألونسو ذلك سيكون حول استفزاز يامال من مجرد زلة لسان مراهق، إلى إهانة شخصية لكل فرد في الفريق. لقد أعطى ألونسو لرجاله الدافع الذي لا يمكن لأي خطة تكتيكية أن تخلقه: دافع رد الكرامة.
الوقود الذي أشعل الكلاسيكو
لم يعد الكلاسيكو مجرد مباراة على الصدارة وفارق النقطتين، لقد تحوّل إلى حرب شخصية، ألونسو، بذكاء، لم يجعل المباراة معركة تكتيكية بينه وبين فليك، بل جعلها معركة شرف بين لاعبيه وبين لاعب واحد أهانهم، أصبح كل لاعب في ريال مدريد، من كارفخال إلى فينيسيوس جونيور وكيليان مبابي ذهابًا للملعب بهدف واحد، تأديب الفتى الذهبي لبرشلونة، وإثبات من هو السارق الحقيقي للانتصارات.
تصريح يامال كان الهدية التي لم يكن ألونسو يحلم بها، فبدلًا من أن يقضي ساعات في تحفيز لاعبيه بعد هزيمة الديربي المحبطة جاء التحفيز جاهزًا من برشلونة أنفسهم.
ختامًا، قد يكون لامين يامال فاز بـجولة إعلامية بضجيجه، لكنه أشعل حربًا لا قِبَل له بها، لقد منح ألونسو الوقود المثالي لإشعال نار الانتقام في قلوب لاعبيه. الرد الذي رفض ألونسو أن يقوله في المؤتمر الصحفي، سيقوله لاعبوه في البرنابيو. وكما قال المدرب الباسكي بنفسه: بيننا أرض الملعب، وهو الآن جاهز ليجعلها جحيمًا على يامال وفريقه.
نقلاً عن: إرم نيوز
