وسائل التواصل تحت المجهر.. مقياس رقمي يفضح أثرها النفسي الخفي
بينما يحرص ملايين الأشخاص حول العالم على متابعة آخر المنشورات والتفاعل المستمر عبر المنصات الرقمية، تكشف دراسة حديثة، اعتمدت على أداة جديدة لقياس التوتر، عن جانب مقلق لهذا الارتباط الوثيق، إذ أظهرت أن الاستخدام المكثف لهذه المنصات قد يسبب توترًا حقيقيًّا في الحياة اليومية.

رصد مستويات التوتر
وفقًا للدراسات، فإنّ نصف سكان العالم تقريبًا أو حتى أكثر باتوا يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. ورغم هذا الانتشار، فإن التأثيرات النفسية والاجتماعية الدقيقة لا تزال صعبة القياس.
طوّر الباحثون ما يعرف بمؤشر الضغوط الاجتماعية أو digital thermometer ليكون أداة لرصد مستويات التوتر المرتبطة بالنشاط على المنصات الرقمية. وهذه الأداة تهدف إلى قياس ضغوط المستخدمين الناتجة عن منشورات وتفاعل وسائل التواصل، ومساعدة صناع السياسات الرقمية والجهات المعنية بالصحة النفسية على توقع ارتفاعات التوتر، ودعم تصميم المنصات الرقمية بحيث تكون أكثر وعيًا بتأثيراتها النفسية والاجتماعية.

لماذا الأمر مهم؟
يوضح الباحثون أن التوتر المرتبط بوسائل التواصل ليس مجرد شعور مؤقت، بل قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وضعف في الصحة العامة وتأثيرات في العلاقات الحقيقية. وهذا يجعل مؤشر الضغوط الاجتماعية الجديد ليس فقط أداة أكاديمية بل ركيزة لتحسين الحوكمة الرقمية والاستجابة للأزمات.
فضلًا عن ذلك، فإن القدرة على تتبع التوتر في الزمن الحقيقي تعطي ميزة كبيرة وهي الكشف المبكر، الوقاية الفعالة، والتدخل عند الضرورة.
الحدّ من التأثيرات
بناءً على النتائج، يوصي الباحثون بتقليل وقت الاستخدام العشوائي لوسائل التواصل، والتركيز على نوعية التفاعل وليس الكم فقط.
كذلك من المهم تعزيز وعي المستخدمين بأن ما يرونه على المنصات هو محتوى مختار وليس دائمًا الصورة الحقيقية الكاملة، وتشجيع المنصات الرقمية على تصميم وظائف تقلل المقارنات الاجتماعية السلبية، وتعزز الصحة النفسية للمستخدمين.
في الختام لا بدَّ من الإشارة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تواصل لعب دور كبير في حياتنا، لكن تأثيرها في التوتر النفسي والحياة الواقعية لا يزال قيد الدراسات. وأدوات مثل مؤشر الضغوط الاجتماعية تمثل خطوة مهمة نحو فهم هذا التأثير بطريقة منهجية.
نقلاً عن: إرم نيوز
