خارج وداخل الملعب.. أقوى “صفعة” من النصر السعودي لمنافسيه
في عالم كرة القدم، لا تُحسم البطولات دائمًا بالنقاط التي تُجمع داخل المستطيل الأخضر فحسب، بل تُبنى أيضًا على الاستقرار الفني، والمواقف الإدارية الحاسمة خارجه.
هذا الموسم، يقدم نادي النصر نموذجًا لافتًا في التفوق على الجبهتين؛ فهو لا يكتفي بتقديم أداء هجومي كاسح يضعه على صدارة الترتيب، بل اتخذ أيضًا خطوة استباقية ببيان قوي فيما يخص صراع المواليد، في خطوة يمكن وصفها بأنها صفعة إدارية وقانونية وضعت جميع المنافسين في موقف لا يُحسدون عليه.
المنظومة الفنية: تفوق كاسح داخل الملعب
على الصعيد الفني، يبدو أن النصر وجد أخيرًا الخلطة السحرية التي طال انتظارها. فبعد سنوات من الاعتماد على الحلول الفردية، نجح المدرب جورجي جيسوس في بناء منظومة جماعية مرعبة. العلامة الكاملة في الدوري حتى الآن ليست وليدة صدفة، بل هي نتاج عدة عوامل أبرزها تألق الصفقات الجديدة، وتوزيع الحمل الهجومي، بحيث لم يعد الفريق يعتمد فقط على كريستيانو رونالدو.
هذا الاستقرار الفني يتناقض تمامًا مع حالة التخبط التي يعيشها المنافس الأبرز الهلال، الذي لم يعد ذلك النادي المستقر الذي عرفناه في المواسم الماضية.
ومع تفرغ النصر الكامل لبطولتي الدوري وآسيا 2، بعد خروجه المبكر من الكأس والسوبر، أصبح تركيزه مضاعفًا. بالنظر إلى المعطيات الحالية، يبدو النصر المرشح الأوحد والأقوى لحسم لقب الدوري، بفارق واضح في الأداء والاستقرار عن بقية المنافسين.
الضربة الإدارية: صفعة بيان المواليد
لكن التفوق الأذكى هذا الموسم كان خارج الملعب. ففي خضم الجدل الدائر حول إمكانية تعديل لوائح تسجيل المواليد في منتصف الموسم – وهو ما قد يخدم أندية أخرى – اتخذ النصر موقفًا حاسمًا. ببيانه القوي، لم يقم النصر بالاعتراض فقط، بل عرّى الموقف برمته، ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم.
لقد وضع النصر خصومه في موقف صعب للغاية؛ فإذا تم تمرير هذا التعديل، الآن، بعد هذا البيان، سيبدو الأمر وكأنه تلاعب حقيقي في نزاهة المنافسة، وهو ما أشار إليه البيان. لقد أحرج النصر الجميع، وقام بما عليه، وأصبح أي تحرك في هذا الملف محكومًا عليه سلفًا.
كش ملك.. لماذا فاز النصر بالدوري حتى لو خسره؟
وهنا يكمن المكسب الأكبر للنصر. لقد نجح النادي في وضع خصومه في سيناريو كش ملك. فإذا استمرت المنافسة باللوائح الحالية، فإن النصر، بفضل تفوقه الفني الواضح، هو الأقرب للفوز باللقب عن جدارة.
أما إذا حدث ما لا تُحمد عقباه، وتم تعديل قانون المواليد في منتصف الموسم لمساعدة أي فريق فإن النصر يكون قد فاز أيضًا. ففي هذه الحالة، سيطعن الجميع في شرعية هذا اللقب. أي بطل سيتوج بفضل قانون تم تفصيله في منتصف الموسم، سيجد نفسه في مواجهة اتهامات دائمة بأن لقبه حوله شبهات، وأن المنافسة لم تكن نزيهة بشكل كامل.
بهذه الخطوة، أصبح النصر هو البطل الحقيقي للدوري في كلتا الحالتين: إما بطلاً على أرض الملعب بجدارته الفنية، أو بطلاً أخلاقيًا في عيون الجماهير التي رأت كيف تم تعديل القوانين فقط لإيقافه.
نقلاً عن: إرم نيوز
