الفيديوهات المزيفة تغزو الإنترنت.. حيلة بسيطة تكشفها

الفيديوهات المزيفة تغزو الإنترنت.. حيلة بسيطة تكشفها

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي انتشارًا واسعًا لمقاطع فيديو مدهشة، تبدو في كثير من الأحيان حقيقية إلى درجة يصعب معها التمييز بين الواقع والخيال.

غير أن خبراء التقنية يؤكدون أن نسبة كبيرة من هذه المقاطع هي في الواقع من إنتاج أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تطورت بوتيرة غير مسبوقة خلال الأشهر الستة الماضية، حتى باتت تغيّر جذريًّا علاقتنا بما نراه على الشاشات.

جودة رديئة.. أول خيط للكشف

يقول الخبراء إن أبرز إشارة يمكن أن تدل على كون الفيديو مزيفًا هي رداءة جودته، فعندما يبدو المقطع ضبابيًا أو منخفض الدقة، يجب أن تثار الشكوك بشأنه، إذ تُعد هذه أولى العلامات التي ينبغي التحقق منها.

وتعد الجودة المنخفضة غالبًا ما تخفي الأخطاء الدقيقة التي تنتجها نماذج الذكاء الاصطناعي، مثل الملمس الناعم المبالغ فيه للبشرة، أو حركة الشعر غير الطبيعية، أو الخلفيات المشوّهة.

وتشير أبحاث تقنية إلى أن صانعي المقاطع المزيفة يتعمّدون أحيانًا تخفيض دقة الفيديو قبل نشره؛ لأن الضغط والتشويش الناتجين عن ذلك يخفيان تفاصيل صغيرة يمكن أن تكشف زيفه بسهولة.

نهاية عصر الثقة

ورغم أن هذه العلامات البصرية تساعد مؤقتًا في كشف التزييف، إلا أن الخبراء يحذرون من أنها لن تبقى فعّالة طويلاً، فمع الاستثمارات الضخمة التي تضخها الشركات الكبرى في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ستختفي قريبًا معظم الأخطاء المرئية التي يعتمد عليها المختصون لاكتشاف المقاطع المفبركة.

لكن الأمل ما يزال قائمًا، إذ يعمل باحثون حول العالم على تطوير بصمات رقمية مدمجة داخل ملفات الفيديو، تتيح التحقق من مصدرها وتاريخ إنشائها. كما يجري الدفع نحو اعتماد معايير جديدة لتوثيق المحتوى الرقمي منذ لحظة إنتاجه لضمان مصداقيته.

صور عبر الذكاء الاصطناعي

ويؤكد خبراء الإعلام الرقمي أن الحل لا يكمن فقط في تعلّم كشف الخدع البصرية، بل في تغيير طريقة التفكير تجاه المحتوى المرئي. فكما لا يمكن تصديق نص مكتوب دون التحقق من مصدره، لا ينبغي الوثوق بأي مقطع فيديو لمجرد أنه يبدو واقعيًا.

فالأصل والسياق والمصدر، كما يشير الخبراء، أصبحت هي مفاتيح الحقيقة في العصر الرقمي الذي صارت فيه الفيديوهات نفسها قابلة للتزييف بلمسة زر واحدة.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف