مساعد فيرغسون لـ”إرم نيوز”: رونالدو لا يحتاج إلى كأس العالم ليكون الأعظم

مساعد فيرغسون لـ”إرم نيوز”: رونالدو لا يحتاج إلى كأس العالم ليكون الأعظم

يُعد الهولندي رينيه مولينستين أحد أبرز المدربين الذين عملوا في حقبة السير أليكس فيرغسون الذهبية مع مانشستر يونايتد، شغل منصب المدرب المساعد بين عامي 2007 و2013، وكان له دور بارز في تطوير مهارات العديد من النجوم، وعلى رأسهم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو خلال فترته الأولى في “أولد ترافورد”، حيث أسهم في صقل موهبته وتحويله من جناح واعد إلى ماكينة أهداف عالمية.

بعد رحيله عن مانشستر يونايتد، خاض مولينستين تجارب تدريبية في إنجلترا وقطر وأستراليا، لكنه ما زال يُذكر كأحد العقول الفنية التي أسهمت في بناء جيل الأساطير للشياطين الحمر.

وأجرى موقع “إرم نيوز” حوارًا مع مولينستين للحديث عن موقف مانشستر يونايتد الحالي، وتصريحات كريستيانو رونالدو الأخيرة، ومقارنته بالأرجنتيني ليونيل ميسي.

وفيما يلي نص الحوار:

ما رأيك في أداء مانشستر يونايتد أخيرًا تحت قيادة أموريم؟

لقد مضى عام على توليه المهمة، وفي مثل هذه الحالات يجب التركيز على العملية وليس فقط النتائج.

طوال الـ12 شهرًا الماضية لم تكن النتائج ولا الأداء في المستوى المطلوب، لكن الفريق أظهر بعض التحسن أخيرًا بعد سلسلة من الانتصارات.

رغم ذلك، ما زالت هناك نقاط ضعف دفاعية واضحة، ومع ذلك نرى تطورًا من لاعبين مثل كونيا ومبيومو.

من المؤسف أن برونو فرنانديز يُضطر إلى اللعب في مركز أعمق، لأنه أكثر خطورة عندما يلعب بحرية هجومية أكبر.

 

منذ رحيل السير أليكس فيرغسون، لم يتمكن أي مدرب من إعادة مانشستر يونايتد إلى القمة رغم الإنفاق الضخم، أين تكمن المشكلة الحقيقية؟

مرت 12 عامًا منذ رحيلنا أنا وفيرغسون، ولا يمكن تحديد سبب واحد للمشكلة. إنها مزيج من عوامل عدة: غياب استراتيجية واضحة، وتغييرات مستمرة في الإدارة الفنية، وعدم اتساق في التعاقدات.

أعتقد أن النادي فقد الثقافة التي بناها فيرغسون، تلك التي قامت على الاستقرار والهوية والرؤية المشتركة، واليوم، لا توجد داخل النادي فلسفة كروية موحدة تجمع اللاعبين والإدارة كما كان في السابق.

عملت عن قرب مع كريستيانو رونالدو، وقلت إنك ساعدته على التحول من جناح مهاري إلى هداف حاسم، هل تعدها نقطة التحول في مسيرته؟

لا أعتقد أنها كانت نقطة التحول الحاسمة، لكنها بالتأكيد مرحلة مهمة للغاية.. في تلك الفترة، خاض كريستيانو معي نحو 12 حصة تدريبية فردية ركزنا فيها على تطوير فعاليته التهديفية، كان لاعبًا يسعى دائمًا إلى تسجيل الهدف الأجمل، لا الهدف الأهم. حاولت أن أنقله من مرحلة الوعي إلى الفهم التكتيكي لما يعنيه أن تكون هدّافًا، وقد استوعب ذلك تمامًا.

بدأ يفهم أهمية تنويع طرق إنهاء الهجمات وتحسين تحركاته داخل المنطقة، هذه المرحلة ساعدته على التطور في كل مكان بعد ذلك، في ريال مدريد ويوفنتوس والمنتخب البرتغالي.

ورغم أنه الآن يقترب من الأربعين، ما زال يحافظ على لياقته وشغفه. لقد امتلك الموهبة دائمًا، لكن سر عظمته هو قدرته على التطور والتأقلم.

رينيه مولينستين ورونالدو

لو لم يلعب رونالدو تحت قيادة فيرغسون، هل كان سيصل إلى المكانة الأسطورية نفسها؟

سؤال دقيق، لكن الحقيقة أن فيرغسون وفر له البيئة المثالية للتطور، النظام، والثقافة، والمستوى العالي من الانضباط والمسؤولية جعلت كريستيانو يزدهر، كنا نعلم أنه يمتلك موهبة نادرة، لكننا عملنا على جعله أكثر فاعلية وتأثيرًا.

كما أدى دورًا مهمًا أيضًا كل من كارلوس كيروش وبقية أعضاء الجهاز الفني، إضافة إلى اللاعبين الكبار مثل ريو فيرديناند ورايان غيغز وبول سكولز وغاري نيفيل، الذين ساعدوه على الالتزام بمعايير النادي الصارمة. تلك البيئة صنعت عقليته الأسطورية.

رونالدو لم يفز بكأس العالم، على عكس ميسي الذي تُوّج به عام 2022. هل ترى أن ذلك يقلل من إرثه الكروي؟

رغم أن الفوز بكأس العالم يمثل ذروة المجد، فإنه ليس العامل الوحيد لتحديد عظمة اللاعب.. ما حققه كريستيانو من أرقام وإنجازات عبر مسيرته يكفي لتخليده في التاريخ. نحن محظوظون لأننا عشنا في زمن يضم ميسي ورونالدو، وهما لاعبان استثنائيان.

رونالدو فاز ببطولة يورو 2016، وبألقاب في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، وواصل التألق مع منتخب بلاده أيضًا.. كأس العالم كان سيكون القمة المثالية لمسيرته، لكنه لا يختصر عظمته. بالنسبة لي، هو أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم.

رينيه مولينستين

في السنوات الأخيرة، انتقد بعض زملائه السابقين مثل وايم روني وغاري نيفيل أداءه، ورد عليهم أخيرًا بقسوة، هل ترى أن علاقته بهم تأثرت بالغرور أم بالغيرة؟

لا أعتقد أن المسألة مرتبطة بالغرور أو الغيرة، أرى أن الأمر يعود إلى الفترة التي عاد فيها كريستيانو إلى مانشستر يونايتد، وكانت هناك عوامل كثيرة أثرت على نجاح التجربة، منها العلاقة المعقدة مع المدرب تين هاغ.

أما روني ونيفيل وسكولز، فهم أصبحوا محللين رياضيين، ومن الطبيعي أن يُعبّروا عن آرائهم حتى لو كانت ناقدة، ومع ذلك، كريستيانو يحترمهم كثيرًا، وربما كان يتوقع منهم تقديرًا أكبر بالنظر إلى ما قدمه للنادي.

العلاقات المهنية تبقى قائمة على الاحترام والتاريخ المشترك، والجميع أسهم في مجد مانشستر يونايتد.

أخيرًا، رونالدو قال أخيرًا إن التسجيل في الدوري السعودي أصعب من التسجيل في “الليغا”، هل تتفق معه؟

الأمر يعتمد على ما يقصده، في السعودية، رغم وجود لاعبين مميزين حوله، فإنه لا يمتلك الجودة نفسها التي كانت تحيط به في ريال مدريد، فقد كان لديه نجوم كبار يصنعون له الفرص.

صعوبة التسجيل هناك تتأثر بعدة عوامل: قوة الدفاعات، إيقاع اللعب، المتطلبات البدنية، وحتى درجة الحرارة، لكن رونالدو يتميز بأنه يتأقلم في أي بيئة، لقد تألق في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا، والآن في السعودية، ولا يزال يسجل لمنتخب بلاده أيضًا.

هذا دليل على ذكائه الكروي وغريزته التهديفية الفريدة، حتى في هذه السن، يواصل كريستيانو إثبات أنه لا يزال قاتلًا أمام المرمى، وهذا ما يجعله استثنائيًا بكل معنى الكلمة.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف