تطور بصناعة المقاتلات.. الصين تقترب من إنتاج أول قمرة قيادة قابلة للقذف بالكامل

تطور بصناعة المقاتلات.. الصين تقترب من إنتاج أول قمرة قيادة قابلة للقذف بالكامل

تشير التقارير الحديثة إلى أن الصين تعمل على تطوير أنظمة قمرة قيادة قابلة للقذف للطائرات التي تحلق بسرعات تفوق سرعة الصوت، في خطوة تمثل قفزة محتملة في تكنولوجيا سلامة الطاقم للطائرات العسكرية والمدنية.

تهدف هذه التقنية إلى تمكين الطيارين من النجاة عند الطيران بسرعات عالية جدا، عبر وحدة قمرة قيادة كاملة تنفصل عن الطائرة عند الضرورة، ما يضمن حماية الطاقم من الظروف الجوية القاسية والاندفاع الهوائي المرتفع.

وبحسب صحيفة “يوراسيان تايمز”، تأتي هذه الجهود في وقت تتزايد فيه أهمية الطائرات الأسرع من الصوت والجيل الجديد من المقاتلات والقاذفات الاستراتيجية في سباق التفوق الجوي العالمي.

وتجري الصين تجارب مبدئية على طائرات اختبار غامضة، مثل “السهم الطائر” و”الطائرة الورقية ذات الأجنحة الدوارة”، منذ أكتوبر 2023، في منشأة RCS في جاوبيدان، بمقاطعة خبي. 

وقد أظهرت الأوراق البحثية المنشورة عن هذا المشروع تفاصيل تصميمية دقيقة لوحدة قمرة القيادة القابلة للقذف، بما في ذلك معادلات مركز الثقل والمسار والزوايا؛ ما يعكس التزام الصين بتطوير نظام معياري يضمن سلامة الطاقم عند الانفصال عن الطائرة. 

رغم ذلك، يظل الجانب المفاهيمي بحاجة إلى مزيد من الفهم، فيما لا تزال الطائرات المستخدمة قيد التطوير.

تاريخ وتحديات مقاعد القذف والكبسولات القابلة للقذف

تُعتبر مقاعد القذف الفردية، مثل تلك التي تنتجها شركة مارتن-بيكر البريطانية، اليوم الحل الأكثر موثوقية للطيران العسكري. 

ومنذ أول استخدام موثق في 1949، أنقذت مقاعد الشركة أكثر من 7800 شخص حول العالم، وهي مزودة بميزات حديثة مثل القذف الآمن عند ارتفاع صفر وسرعة صفر، وبذلات الضغط الكامل للطيران على ارتفاعات عالية. 

ورغم نجاح هذه التقنية، تواجه كبسولات القذف الكاملة تحديات كبيرة، أبرزها زيادة الوزن وتعقيد النظام وارتفاع متطلبات القوة الصاروخية والمظلات؛ ما يجعلها أقل شيوعا مقارنة بالمقاعد الفردية.

أمثلة تاريخية على استخدام الكبسولات تشمل طائرات Convair B-58 Hustler وXB-70 Valkyrie وF-111، حيث أظهرت بعض الحوادث صعوبة ضمان سلامة الطاقم بالكامل، وهو ما دفع العديد من التصميمات لاحقا إلى العودة لمقاعد القذف الفردية.

ومع ذلك، فإن الحاجة المتزايدة للطيران بسرعات تتجاوز 8–10 ماخ وإمكانية استخدام الطائرات الفضائية العسكرية والمدنية، أعادت التركيز على فكرة الكبسولات القابلة للقذف، خصوصا في السيناريوهات التي يكون فيها القذف عند السرعات العالية ضروريا لحماية الطاقم.

المنافسة العالمية وتطور الصناعات الوطنية

تُهيمن شركات محددة على تصنيع مقاعد القذف حول العالم، أبرزها مارتن-بيكر (المملكة المتحدة)، Collins Aerospace (الولايات المتحدة)، NPP Zvezda (روسيا)، RUAG (سويسرا)، Safran SA (فرنسا)، وAVIC الصينية. 

وتعمل الصين حاليا على تطوير قدراتها الخاصة، مستفيدة من حجم الأبحاث الأكاديمية والصناعية، في حين تسعى الهند، رابع أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في مجال الطيران، إلى بناء صناعة محلية بالتعاون مع مارتن-بيكر وHAL، لتوفير مقاعد آمنة للطائرات المحلية والمستوردة.

على الرغم من التحديات التقنية، يُظهر العالم اهتماما متزايدا بتطوير أنظمة حماية الطاقم في الطائرات الأسرع من الصوت والطائرات الفضائية، بما في ذلك تصميم كبسولات كاملة قابلة للقذف للطاقم أو حتى للركاب المدنيين. 

ويشمل ذلك نمذجة رياضية دقيقة، اختبارات مكثفة في نفق الرياح، وتحليل تأثير السرعة والارتفاع على سلامة الطاقم.

و مع تزايد سباق التفوق الجوي، ستصبح أنظمة القذف المبتكرة جزءا حيويا من القدرة العسكرية والدفاعية لأي قوة عالمية تسعى للتميز في الطيران عالي السرعة والعمليات المستقبلية في الفضاء القريب.

تطوير الصين لنظام قمرة القيادة القابلة للقذف يعكس سعيها للريادة في الطيران الأسرع من الصوت والتكنولوجيا المتقدمة لضمان سلامة الطاقم. 

ورغم أن مارتن-بيكر لا تزال الرائدة التاريخية في المجال، فإن الاختبارات الصينية قد تمثل بداية منافسة قوية على الابتكار في أنظمة النجاة. 

ومع استمرار تطوير الطائرات الأسرع من الصوت والمقاتلات الاستراتيجية والطائرات الفضائية، ستظل أنظمة القذف والكبسولات القابلة للقذف محور اهتمام عالمي، بينما تحاول دول مثل الهند تعزيز قدراتها المحلية لتلبية متطلبات السلامة في المستقبل.

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف