مايكروسوفت تشكل فريقاً لأبحاث الذكاء الاصطناعي الفائق
أعلنت شركة مايكروسوفت، عن تأسيس وحدة جديدة متخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي المتقدم تحت اسم فريق الذكاء الاصطناعي الفائق لمايكروسوفت MAI Superintelligence Team، بقيادة مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي في الشركة، في خطوة تهدف إلى تطوير تقنيات قادرة على تقديم حلول عملية في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والطاقة المتجددة.
وقال سليمان، في تدوينة عبر مدونة الشركة، إن الفريق الجديد “سيعمل على معالجة مشكلات واقعية وملموسة بطريقة تضمن بقاء التكنولوجيا ضمن نطاق السيطرة والاستخدام المسؤول”.
وأضاف: “لسنا بصدد بناء ذكاء فائق غامض أو غير محدد الملامح، بل نعمل على تطوير تكنولوجيا عملية مصممة صراحة لخدمة البشرية”.
يتبع الفريق الجديد قسم الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت، الذي يضم منتجات رئيسية مثل محرك البحث Bing والمساعد الذكي Copilot.
ويعد سليمان أحد أبرز الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ شارك في تأسيس مختبر DeepMind البريطاني الذي استحوذت عليه شركة جوجل عام 2014.
وبعد مغادرته في عام 2022، أسس شركة Inflection AI المتخصصة في تطوير نماذج المحادثة الذكية، قبل أن تنتقل ملكيتها وعدد من موظفيها الرئيسيين إلى مايكروسوفت في صفقة أبرمت العام الماضي.
وأوضح سليمان أن فريق الذكاء الفائق سيعمل على تطوير تقنيات يمكنها أن تعمل كـ”رفيق رقمي ذكي” للإنسان في مجالات متعددة، مثل التعليم والمساعدة اليومية والإنتاجية، إلى جانب التركيز على تطبيقات متقدمة في الطب والطاقة المتجددة.
وتابع: “سنعمل على تطوير أنظمة قادرة على تحقيق أداء خبير في جميع مجالات التشخيص الطبي، مع قدرات عالية على التخطيط والتنبؤ في البيئات السريرية التشغيلية”.
وأشار إلى أن الفريق سيركز على تطبيق الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات المعقدة، بما في ذلك توليد الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة العمليات الصناعية عبر أدوات تعتمد على الذكاء التنبؤي والتحليل الذاتي.
تأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه المخاوف بين المستثمرين والمحللين من الإنفاق المفرط على مشروعات الذكاء الاصطناعي، دون وضوح في مسارات تحقيق الأرباح أو العائدات الاقتصادية.
لكن سليمان شدد على أن رؤية مايكروسوفت “لا تعتمد على بناء ذكاء فائق بأي ثمن.. هدفنا هو بناء تكنولوجيا مسؤولة وقابلة للتحكم، وموجهة حصريًا لخدمة الإنسان”.
ويُتوقع أن يساهم “فريق الذكاء الفائق” الجديد في تعزيز موقع مايكروسوفت في هذا المجال، من خلال تطوير حلول عملية متكاملة تجمع بين البحث العلمي والتطبيق الواقعي، مع الحفاظ على مبادئ الشفافية والمسؤولية في التطوير.
يأتي إعلان مايكروسوفت بعد أشهر قليلة من إعلان شركة ميتا، المالكة لمنصة فيسبوك، عن تأسيس وحدة أبحاث خاصة بها تحت اسم “Meta Superintelligence Labs”، بتكلفة مليارات الدولارات لتطوير منتجات وأبحاث في مجال الذكاء الفائق.
ويشير مصطلح “الذكاء الفائق” عادة إلى أنظمة أو آلات يُعتقد أنها أكثر ذكاءً من أكثر البشر تفوقًا، وهو مفهوم يجذب اهتمامًا متزايدًا من كبريات شركات التكنولوجيا حول العالم.
وتعمل مايكروسوفت حاليًا على توسيع نطاق قدراتها في الذكاء الاصطناعي من خلال دمج خبرات Inflection ضمن منظومتها، في الوقت الذي تسعى فيه إلى تقليل اعتمادها على شركة OpenAI، التي بنت عليها أجزاء كبيرة من خدماتها الذكية.
ويأتي تركيز مايكروسوفت على الذكاء الاصطناعي الفائق بعد إعادة تشكيل ملامح شراكتها وعلاقتها بشركة OpenAI، إذ تستخدم مايكروسوفت نماذج OpenAI في تشغيل كلٍّ من Bing وCopilot، بينما تعتمد OpenAI على خدمات الحوسبة السحابية Azure التابعة لمايكروسوفت في تشغيل بنيتها التحتية.
وعززت مايكروسوفت شراكتها مع OpenAI من خلال استثمار ضخم بلغت قيمته نحو 135 مليار دولار بعد إعادة الهيكلة.
وركزت الشراكة ببنودها الجديدة على أنه يحق لمايكروسوفت توسيع نطاق أبحاثها للذكاء الاصطناعي الفائق وسعيها كذلك نحو الذكاء الاصطناعي العام، مع قدرتها على تقليل اعتمادها الكامل على OpenAI، إذ بدأت في تطوير نماذجها الخاصة، كما استعانت أيضًا بنماذج من شركتي جوجل، وأنثروبيك التي أسسها مجموعة من المديرين التنفيذيين السابقين في OpenAI.
نقلاً عن: الشرق
