نقص الطاقة الكهربائية عقبة كبرى أمام ثورة الذكاء الاصطناعي

نقص الطاقة الكهربائية عقبة كبرى أمام ثورة الذكاء الاصطناعي

في خضم سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، تجد كبرى شركات التكنولوجيا نفسها أمام مشكلة غير متوقعة، وهي الوصول إلى الطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الفائقة السرعة والبنية التحتية الضخمة.  

 في هذا الإطار، أوضح المدير التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا في لقاء جمعه مع سام ألتمان، المدير التنفيذي لـ OpenAI، أن التحدي الأكبر ليس نقص المعالجات بل القدرة على توفير الطاقة وتوصيلها بسرعة إلى مرافق الحوسبة.

أزمة الطاقة

تفاقم الطلب على الطاقة ناتج عن بناء مراكز بيانات ضخمة وعملاقة تستضيف مئات الآلاف من المعالجات وتستهلك كميات هائلة من الطاقة والمياه للتبريد.

على سبيل المثال، تبلغ القدرة المحجوزة لمرفق توفير خدمات الحوسبة السحابية في ولاية فيرجينيا الأمريكية نحو ‎47 غيغاواط ما يعادل قدرة إنتاج 47 مفاعلًا نوويًا.

وتتوقع الدراسات أن مراكز البيانات قد تمثل بين 7% و12% من إجمالي استهلاك الكهرباء الوطني في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، وذلك بالمقارنة مع نحو 4% اليوم.

تعبيرية

الحلول البديلة

لمواجهة هذه الأزمة، تتجه الشركات الكبرى إلى خيارات متعددة تشمل الطاقة النووية، والطاقة الشمسية، وتخزين البطاريات.

مثلًا، أعلنت أمازون عن دعمها لإحياء مفاعلات نووية صغيرة، بينما تخطط غوغل لإعادة تشغيل مفاعل نووي في أيوا عام 2029.

كذلك، تستثمر الشركات في مشاريع الطاقة الشمسية والتخزين في ولايات مثل تكساس وكاليفورنيا. لكن نظرًا لثقل المشكلة، بدأت بعض المؤسسات في اقتناء توربينات غازية مستعملة أو حتى إعادة تدوير توربينات طائرات لتوليد الطاقة بسرعة.

سباق الهيمنة 

إذا لم يتم تغطية الطلب المتزايد على الطاقة، قد تخسر بعض الشركات سباق الهيمنة على الذكاء الاصطناعي ليس بسبب نقص التقنيات، بل بسبب نقص الكهرباء.

وهذا الوضع يضع تساؤلات حول مدى التزام الشركات بوعود الحياد الكربوني، حيث إن بعض الشركات بدأت تتراجع عن تلك الوعود أو تؤجلها، مثل تراجع شركة غوغل عن وعدها بتحقيق انبعاثات صفرية بحلول 2030 من موقعها على الإنترنت. 

ومع توسّع ثورة الذكاء الاصطناعي وانزلاقها نحو العمليات الحاسوبية العملاقة، تظهر أزمة الطاقة كمحدد رئيس يعيد تشكيل المشهد التكنولوجي والبيئي معًا.

وبينما تسابق الشركات الزمن لبناء البنية التحتية وتوفير المعالجات، يظل هذا السباق مقيّدًا بمدى توفر الكهرباء والبنية الشبكية.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف