وضع التصفح المتخفي.. خصوصية كاملة أم اسم مضلل؟
تقدم معظم المتصفحات الحديثة وضعاً يعرف باسم التصفح المتخفي مثل Incognito في غوغل كروم، الذي يُفترض أن يوفر تجربة أكثر خصوصية أثناء التصفح. لكن الواقع أن هذه الميزة، رغم فائدتها، يبدو أنها لا تلغي إمكانية تتبع نشاطك على الإنترنت أو الكشف عن هويتك الرقمية.
تغييرات
عند فتح نافذة التصفح الخاص، يقوم المتصفّح المتخفي بعدة تغييرات على مستوى جهازك المحلي، من بينها عدم حفظ عناوين المواقع التي زرتها في سجل التصفح العادي وحذف الملفات المرتبطة بالكوكيز وبيانات الموقع التي تم إنشاؤها خلال الجلسة عند إغلاق النافذة.
كذلك، عند استخدام المتصفح المتخفي لا يتم الاحتفاظ ببيانات البحث أو تسجيلات الدخول أو بيانات الملء التلقائي للمعلومات. لكن التنزيلات والإشارات المرجعية Bookmarks التي تنشئها تظل محفوظة على الجهاز. بالتالي، فإن التصفح الخاص مفيد عند استخدام جهاز مشترك أو عام، لأنه يحمي ما يتم تخزينه محلياً على الجهاز.
حدود مهمة
رغم أن تسمية “المتخفي” قد توحي بأن نشاطك سيكون غير قابل للتتبع، إلا أن هناك حدوداً مهمة من بينها أنه لا يزال بإمكان مزود خدمات الإنترنت أو مشغل الشبكة رؤية المواقع التي تزورها، لأن الحركة تمر عبر شبكتهم.
في السياق عينه، فإن المواقع التي تزورها، والتي تستخدم أدوات التتبّع يمكنها ربط نشاطك بهويتك أو بجهازك، حتى وإن كنت في وضع التصفح المتخفي.
بالإضافة إلى ذلك، عنوان الـ IP الخاص بك يظل مرئياً للمواقع التي تزورها. وهنا لا بد من الإشارة أيضًا إلى أن الوضع الخاص لا يحميك من البرمجيات الخبيثة ومحاولات التصيد، وهذه مشكلات قائمة بغض النظر عن نوع التصفح. بناء عليه، لا يجب الاعتماد على التصفح الخاص وحده لتحقيق الخصوصية التامة أو عدم التتبع الكامل.

سيناريوهات الاستخدام
يتم استخدام ميزة التصفح الخاص في عدة سيناريوهات عملية، مثلا عند استخدام جهاز مشترك مع آخرين حيث لا ترغب أن يتم حفظ سجلّ التصفح لديك، أو للبحث عن موضوعات شخصية أو طبية، أو لتسجيل الدخول بحسابات متعددة دون أن يتذكر المتصفح ما سبق أن قمت به، أو لتجنب تسجيل الدخول واقتراحات التصفح المبنية على الجلسات السابقة. ففي هذه الحالات، يقدم التصفح الخاص فائدة تخص الجهاز، لكنه لا يوفر إخفاءً شاملاً لنشاطك أو لهويتك.
حماية أقوى
إذا كان هدفك إخفاء هويتك أو منع تتبعك في الشبكة فعلياً، فالوضع الخاص ليس كافياً. في هذه الحالة يمكنك استخدام محركات بحث ومتصفحات تركز على الخصوصية مثلDuckDuckGo ، لكنها أيضاً لا تقدّم إخفاء تاماً. مع العلم أن كل أداة ستستخدمها قد تكون مكلفة أو بطيئة أو تفتقر إلى بعض الوظائف، لكنها بلا شك تمنح حماية أعلى من التصفح العادي وحده.
نقلاً عن: إرم نيوز
