فرصة لا تعوض.. سر صراع الهلال والنصر والاتحاد على “صفقة الموسم”
إنه المزاد الأغلى، ليس على مستقبل لاعب، بل على إنقاذ حاضره، فصفقة الموسم هذه المرة ليست نجما عالميا جديدا، بل هي الفرصة التي لا تعوض لاستعادة الجوهرة السعودية التي فقدت بريقها في جحيم الدكة الأوروبية، الظهير الأيمن الطائر، سعود عبد الحميد، نجم لانس الفرنسي.
عندما حزم سعود حقائبه، كان ملك مركزه في السعودية، والوريث الشرعي للظهير العصري. انتقل إلى روما بحثا عن الحلم، ثم إلى لانس، النتيجة؟ كارثية. ففي كل محطة أوروبية، كان يعاني من مصير واحد: الدكة، الحلم الأوروبي تحول إلى كابوس، واللاعب الذي كان مشروع أمة، أصبح مشروعا منسيا.
هذا الفشل الأوروبي، هو الفرصة الذهبية التي فتحت أبواب حرب أهلية باردة في روشن. كبيرا السعودية (النصر، والاتحاد) يجهزان العروض الضخمة ليس لمجرد شراء لاعب، بل لإنقاذ ابنهما، إنها خناقة كسر عظم، والسؤال لم يعد كم سيكلف؟، بل مشروع مَن سيغري سعود أكثر حال قرر العودة؟.
الاتحاد: العودة إلى البيت القديم
هنا، الصراع عاطفي من الدرجة الأولى، الاتحاد هو بيته القديم، النادي الذي قدمه للنجومية قبل أن يخطفه الحلم الأوروبي. بالنسبة لجماهير العميد، عودة سعود ليست مجرد صفقة، بل هي استعادة كرامة و عودة الابن الضال.
مشروع الاتحاد سيلعب على وتر القلب أولا، الرسالة واضحة: لقد رحلت كلاعب شاب والآن بعد أن عانيت في الخارج، عد إلينا كقائد للمشروع الجديد. في ظل بناء فريق مرعب، يحتاج الاتحاد إلى روح الفريق، وسعود هو أفضل من يمثلها. الفكرة هنا ليست في المال، بل على إعادة بناء الثقة المفقودة في حضن الجماهير التي صنعته.
النصر: مشروع النجومية.. لا خطوة للوراء
بالنسبة للنصر، المسألة استراتيجية بحتة، الهدف هو إقناع سعود بأن العودة للسعودية ليست خطوة للوراء. مشروع النصر هو العالمية في قلب الرياض.
الرسالة هنا مختلفة: أنت لم تفشل، بل كنت في المكان الخطأ. تعال إلى النصر، أنت لن تعود للدوري السعودي، أنت ستنضم إلى كريستيانو رونالدو وماني. مشروعنا عالمي أكثر من لانس وروما. النصر يغريه بـ”البرستيج”، بأنه سيظل نجما تحت أضواء عالمية، ولن يعود لاعبا محليا منكسرا.
الهلال: مصنع البطولات.. الضمانة الآمنة
في قلب هذا المزاد، يقف الهلال في موقف المتربص الذكي، “الزعيم” لا يمتلك عاطفة الاتحاد، ولا بريق رونالدو في النصر، لكنه يمتلك الضمانة الأهم: البطولات.
مشروع الهلال بسيط ومغر: لقد جربت مغامرة أوروبا وفشلت. لماذا تغامر مرة أخرى بمشروع عاطفي (الاتحاد) أو مشروع فردي (النصر)؟. الهلال هو مصنع الألقاب، هو الأمان والاستقرار وقد جربت ذلك بنفسك من قبل. الرسالة هي: تعال إلى الزعيم، وانسَ جحيم الدكة، واستعد لحصد كل البطولات الممكنة. الهلال يغريه بالمنطق وليس العاطفة.
الخلاصة أن الكرة الآن في ملعب سعود عبد الحميد، العرض الضخم جاهز، وهو مقدم من أحد هؤلاء الثلاثة. المزاد ليس على سعر اللاعب، بل على مستقبله النفسي. الفرصة التي لا تعوض ليست للأندية فقط، بل لسعود نفسه لإنهاء معاناته. هل يختار العاطفة و البيت القديم في الاتحاد؟ أم البرستيج العالمي بجوار رونالدو في النصر؟ أم الضمانة والبطولات المريحة في الهلال؟ قراره لن يحدد مستقبله فقط، بل سيحدد موازين القوى في الدوري السعودي لسنوات قادمة.
نقلاً عن: إرم نيوز
