حصل على نصف ما يستحق.. “4 نقاط ضعف” دمرت أحلام محمد صلاح

حصل على نصف ما يستحق.. “4 نقاط ضعف” دمرت أحلام محمد صلاح

لم تكن مسيرة محمد صلاح قائد منتخب مصر يوماً مفروشة بالورود، فرغم أنه نجح في انتزاع اعتراف العالم بأنه أحد أعظم الهدافين في تاريخ الدوري الإنجليزي، ورغم تحطيمه لأرقام قياسية صمدت لعقود، إلا أنه ظل يقف عاجزاً أمام منصات التتويج الفردية الكبرى.

الكرة الذهبية وجائزة الأفضل باتت تمثل عقدة حقيقية للملك المصري، الذي يجد نفسه دائماً في مناطق الظل بينما يحتفل الآخرون تحت الأضواء، وهو ما يفتح الباب لتحليل الأسباب الحقيقية وراء هذا التجاهل المستمر، والتي يمكن تلخيصها في 4 ثغرات إستراتيجية استُغلت ضده ببراعة.

اللعنة الدولية.. الثغرة التي لا تُسد
تمثل النقطة الأولى والأكثر تأثيراً في مسيرة صلاح مع الجوائز العقبة الأكبر التي فشل في تجاوزها حتى الآن، وهي غياب اللقب الدولي مع منتخب بلاده.

لقد أصبح هذا المعيار هو كلمة السر في حسم الجوائز الكبرى في السنوات الأخيرة، فبينما يملك صلاح أرقاماً خرافية مع ليفربول، تقف خانة الألقاب الدولية عند الرقم صفر، وهو ما يجعله مكشوفاً أمام منافسيه.

ليونيل ميسي حسم جوائزه الأخيرة بفضل كوبا أمريكا وكأس العالم، وساديو ماني انتزع زعامة القارة بفضل كأس الأمم، ولوكا مودريتش نال المجد بفضية المونديال.

عدم قدرة صلاح على رفع كأس مع منتخب مصر جعلت المصوتين يسقطونه تلقائياً من حسابات الأسطورة المتكاملة، معتبرين أن توهجه محلي فقط ولا يمتلك الشخصية القيادية التي تجلب الذهب لبلاده، وهو حكم قاسٍ يتجاهل الظروف المحيطة بالمنتخب ولكنه واقعي في لغة التصويت.

الماكينة الإعلامية الباردة

نقطة الضعف الثانية تكمن خارج الملعب تماماً، وتتعلق بالدعم المؤسسي الذي يتلقاه اللاعب. يلعب صلاح في ليفربول، وهو نادٍ عريق يرفع شعار الجماعية فوق الفردية، ولا يمتلك تلك الماكينة الإعلامية الشرسة التي تمتلكها أندية، مثل ريال مدريد أو برشلونة.

في العاصمة الإسبانية، عندما يترشح لاعب للجائزة، تتحول الصحف والمؤسسة بالكامل إلى خلية نحل تضغط، ليل نهار، لفرض لاعبها على المصوتين، وتخلق هالة إعلامية تجعل فوزه يبدو حتمياً.

في المقابل، يترك ليفربول صلاح يقاتل وحيداً في معركة العلاقات العامة، فلا نرى حملات ممنهجة أو ضغطاً إدارياً لدعمه، مما يجعله صيداً سهلاً أمام سطوة اللوبي الإعلامي للأندية الأخرى التي تعرف من أين تُؤكل الكتف في سباقات التصويت.

ضريبة الاعتياد القاتلة
أما النقطة الثالثة فهي ضريبة يدفعها صلاح بسبب استمراريته المذهلة، والتي تحولت إلى سيف مسلط على رقبته بدلاً من أن تكون ميزة له.

لقد عود صلاح العالم على تسجيل 30 هدفاً في الموسم، حتى بات هذا الرقم روتيناً يومياً لا يثير الدهشة. المصوتون والصحفيون يبحثون دائماً عن القصة الجديدة والمثيرة، فعندما يسجل لاعب آخر  20 هدفاً يُوصف موسمه بالاستثنائي، بينما يُنظر لأرقام صلاح القياسية ببرود شديد لأنها أصبحت المعتاد منه.

هذه الحالة من التبلد تجاه إنجازاته جعلت المعايير ترتفع بشكل غير منطقي أمامه وحده، فما يكفي الآخرين للفوز بالذهب، لا يكفي صلاح حتى لدخول القائمة المختصرة، لأنه ببساطة وقع ضحية لنجاحه المستمر الذي أفقد الناس شغف الانبهار به.

فخ المعايير المطاطية وتفتيت الأصوات

تتمثل النقطة الرابعة والأخيرة في الرمال المتحركة التي يقف عليها صلاح عند كل تقييم، وهي تغير المعايير وفقاً لهوية المنافس.

يعاني صلاح من عدم وجود معيار ثابت للجوائز، فعندما يتفوق رقمياً وهجومياً، تذهب الجائزة لمن حقق بطولات جماعية حتى لو كان تأثيره الفردي أقل.

وعندما يتساوى في البطولات، تذهب الجائزة لمن يملك قصة إنسانية أو شعبية جارفة مثل ميسي. هذه المعايير المطاطية تجعل صلاح يطارد سراباً، فلا هو يعرف هل المطلوب منه تسجيل الأهداف فقط، أم حصد الألقاب، أم صناعة القصص الملهمة.

هذه الضبابية في التقييم، التي تتشكل وتتغير دائماً لخدمة مرشحين بأعينهم، بالإضافة لتفتيت الأصوات قاريًا وإقليميًا مع نجوم، مثل: رياض محرز، وأشرف حكيمي، وساديو ماني، الذين دومًا ما يكون هناك تسليط للضوء عليهم حتى في أفضل سنوات النجم المصري، كل هذا هو المسمار الأخير في نعش أحلام صلاح الفردية، ليخرج في كل مرة بنصف المجد، ونصف الابتسامة، وكامل الحسرة.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف