انهيار سيناريو الخروج الآمن.. 4 “كوابيس” تطارد محمد صلاح

انهيار سيناريو الخروج الآمن.. 4 “كوابيس” تطارد محمد صلاح

كان السيناريو مرسوماً بعناية فائقة؛ موسم أخير تاريخي في الآنفيلد، يتبعه خروج من الباب الكبير حاملاً لقباً كبيراً، وربما الكرة الذهبية، ليتجه بعدها الملك المصري نحو فصل جديد في مسيرته.

لكن الرياح جاءت بما لا تشتهي سفن محمد صلاح، ليفربول يترنح، النتائج مخيبة، والسهام كالعادة تتجه نحو الضحية الأسهل: النجم الأول للفريق، هذا الوضع المعقد حول حلم الخروج الآمن إلى سلسلة من الكوابيس التي تؤرق مضجع الهداف الكبير وهو يفكر في خطوته القادمة، وتحديداً العرض السعودي المنتظر. 

الكابوس الأول: وداعاً للكرة الذهبية

الهاجس الأكبر الذي يطارد صلاح هو الإرث الفردي، يرى صلاح ما حدث للأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو؛ ماكينة تهديفية لا تتوقف في النصر، وأرقام قياسية كالمطر، لكنه خرج تماماً من حسابات الكرة الذهبية وجوائز “ذا بيست”. 

الانتقال للدوري السعودي، رغم تطوره الهائل، لا يزال في نظر المصوتين الأوروبيين خطوة للوراء. صلاح، الذي يشعر بظلم تاريخي في ترتيب هذه الجائزة، يدرك أن مغادرة أوروبا تعني رسمياً إغلاق صفحة الحلم بالتتويج بلقب أفضل لاعب في العالم للأبد، وهو ثمن نفسي باهظ قد لا يكون مستعداً لدفعه بعد.

الكابوس الثاني: شبح ماني وفيرمينو

حين ينظر صلاح لرفقاء الدرب السابقين، مثل ساديو ماني وروبرتو فيرمينو، يرى سيناريو مرعباً، التراجع الفني الحاد، الخوف ليس من الدوري السعودي بحد ذاته فنماذج التحسن هناك كثيرة، بل من فقدان حدة التنافسية الأوروبية التي تبقيه في قمة مستواه البدني والذهني. 

صلاح يخشى أن يكون خروجه من ليفربول بداية النهاية لمستواه الخارق، وأن يتحول من أسطورة حية إلى لاعب يعيش على ذكريات الماضي، وهو ما يتنافى مع هوسه بالاستمرارية التي ميزت مسيرته عن غيره.

الكابوس الثالث: سوط الجماهير المصرية

لا يحمل صلاح هم نفسه فقط، بل همَّ ملايين المصريين الذين يرون فيه سفيرهم الأقوى في القارة العجوز. الضغط الجماهيري المصري يطالبه دائماً بالمزيد؛ المزيد من تحطيم أرقام البريميرليغ، والمزيد من الليالي الأوروبية الحاسمة، الانتقال للدوري السعودي قد يُفسَّر لدى قطاع واسع من عشاقه على أنه استسلام مبكر أو اختيار للمال على حساب المجد؛ ما يضع صلاح تحت ضغط عاطفي هائل للحفاظ على صورته كأسطورة مصرية مستمرة في قلب أوروبا.

 

 

الكابوس الرابع: إغراء المشروع السعودي وفخ التوقيت

على الجانب الآخر، المشروع السعودي هو مركز ثقل عالمي جديد لا يمكن تجاهله. الكابوس هنا يكمن في حيرة التوقيت، هل يرفض الآن فيخسر فرصة قيادة مشروع عالمي بمزايا خرافية لن تتكرر؟ أو يقبل الآن فيخسر سنوات كان يمكنه فيها العطاء في أكبر ملاعب أوروبا؟ الصراع بين كونه واجهة لمشروع ضخم وبين كونه أسطورة أوروبية لم تكتمل فصولها بعد، يخلق صراعاً داخلياً مريراً.

 

 

الخلاصة: هل من منقذ؟

المشكلة الحالية أن سيناريو الخروج الآمن ينهار لأن الفريق لا يساعد صلاح، الخروج من فريق منهار يختلف جذرياً عن الخروج من فريق بطل، ما قد ينقذ موسم صلاح وإرثه الآن ليس بالضرورة تحقيق البطولات الجماعية التي تبدو بعيدة المنال مع هذا التخبط، بل التركيز على الانفصال الفني عن سوء الفريق؛ أي أن يقاتل ليثبت للعالم أن هذا الانهيار هو انهيار منظومة ليفربول، لا انهيار محمد صلاح. الحل الوحيد أمامه هو تحويل الغضب إلى أهداف، ليفرض على الجميع -حتى لو رحل- أن الرحيل كان خسارة لليفربول، وليس هروباً من الفشل.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف