فلورنتينو: تيباس يحمي امتيازاته وحاول مصادرة أصول ريال مدريد
سخر رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز من انتقادات رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس للمباراة في كرة القدم الأميركية التي استضافها ملعب “سانتياغو برنابيو”، على خلفية معارضة ريال مدريد تنظيم مباراة بين برشلونة وفياريال بالدوري الإسباني في ميامي.
خلال خطابه أمام الجمعية العامة لأعضاء (SOCIOS) ريال مدريد، قال فلورنتينو: “ليس طبيعياً أن يُروّج رئيس رابطة الدوري الإسباني ورئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم (رافاييل لوزان)، وهما المسؤولان عن ضمان نزاهة المسابقة، لمباراة تُشوّه صورة الدوري. ليس طبيعياً أن يدعما برشلونة بميزة خوض مباراة أقلّ خارج أرضه. حتى قائده، فرينكي دي يونغ، لا يرى هذا الأمر طبيعياً”.
وأضاف: “كما ليس طبيعياً أن تدعم رابطة الدوري الإسباني أن ينال فريقان، برشلونة وفياريال، حوافز مالية إضافية للعب في ميامي. ومع ذلك، علينا أن نستمع إلى السيد تيباس وهو يُقارن هذه السخافة بالعرض العالمي الذي نظمته رابطة كرة القدم الأميركية في سانتياغو برنابيو”.
واعتبر أن تيباس “يختلق سردية بهدف وحيد هو مهاجمة ريال مدريد”، وتابع: “حدث دوري كرة القدم الأميركية لا تشوبه شائبة، وكان قانونياً، محترماً، ومتوافقاً مع كل قواعد المسابقة. وهذه المقارنة عبثية، لأن الحدث الدولي لدوري كرة القدم الأميركية يحظى بدعم كل الأندية الـ32 واللاعبين في تلك المسابقة. وهذا ليس الحال في مباراة ميامي، ولم تنل حتى دعم يويفا (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم). إنها مجرد محاولة أخرى من رئيس الرابطة لفرض إرادته”.
“وصمة عار على صورة كرة القدم الإسبانية”
فلورنتينو اعتبر أن “مباراة ميامي مثال آخر على ما يحدث في إسبانيا، ومدى صعوبة اعتراض غالبية الأندية على مسؤولي كرة القدم”.
وأضاف: “رغم الرأي السائد ضد مباراة ميامي، وعلى حدّ علمنا، لم يُبلغ أي نادٍ المجلس الأعلى للرياضة بالوضع. ولا نادٍ واحد. ريال مدريد وحده هو مَن فعل ذلك. وهذا دليل آخر على ما قلته سابقاً. لدينا القوة المؤسّسية لمواجهة هذه المواقف التي تتعارض بوضوح مع مصالح الأندية. لم تُحسم هذه المسألة بعد. حان الوقت الآن لتحديد المسؤوليات المناسبة. شجّع رئيس الرابطة ورئيس الاتحاد على تنظيم مباراة غير قانونية خالفت القواعد، ونرى أنها أضرّت بشكل واضح بنزاهة المسابقة”.
وزاد: “علينا أيضاً معالجة ما شكّل وصمة عار أخرى على صورة كرة القدم الإسبانية. إن رؤية كيفية التعامل مع احتجاجات جميع لاعبي الدوري الإسباني (على مباراة ميامي) من خلال البثّ التلفزيوني لكلّ مباراة، كان أمراً محرجاً أمام العالم. شهدنا جميعاً الرقابة المخزية وغير المقبولة للرابطة في القرن الحادي والعشرين”.
“رابطة الدوري حاولت مصادرة الأصول التجارية لريال مدريد”
فلورنتينو واصل انتقاداته لتيباس، قائلاً: “ليس طبيعياً أن يروّج رئيس رابطة الدوري الإسباني لصندوق استثماري مثل CVC كي يرهن مستقبل كرة القدم الإسبانية لمدة 50 عاماً، أي لنصف قرن”.
وأضاف: “ليس مقبولاً أن تكسب إدارة رابطة الدوري الإسباني الآن أكثر من 6 ملايين يورو سنوياً. إنهم يكسبون أكثر بكثير من مسؤولي الدوري الإنجليزي الممتاز، رغم أن الدوري الإنجليزي الممتاز يحقق إيرادات أكبر بكثير من الدوري الإسباني. بصراحة، هذا أمر لا يمكن تفسيره إطلاقاً”.
وتابع: “كما ليس طبيعياً أن تقدّم رابطة الدوري الإسباني عقوداً ثنائية لبعض الأندية، وتدفع لها مبالغ إضافية في مقابل خدمات مزعومة. لا ينبغي أن تكون هناك عقود ثنائية مع الرابطة، وفي حال وجودها، يجب إبلاغ كل الأندية بوضوح بالشروط والأحكام، لضمان عدم حصول أيّ منها على معاملة تفضيلية”.
وزاد: “ليس طبيعياً أن تستخدم الرابطة أموالنا لتوظيف جماعة ضغط للتأثير في صوغ قانون الرياضة. تعاقدوا مع هذه الجماعة لتقديم تعديلات سرية من شأنها مصادرة أصولنا التجارية مدى الحياة، لمصلحة رابطة الدوري الإسباني”.
“أندية وشخصيات تطلب سراً من ريال مدريد مواصلة المعركة”
فلورنتينو أضاف: “باختصار، ليس طبيعياً أن تُدار كرة القدم من مسؤولين يتصرّفون بهذه الطريقة، ويعتدون على أصول الأندية، ويسعون، في جوهر الأمر، فقط لحماية امتيازاتهم”.
وتابع: “ريال مدريد، على الأرجح، هو النادي الرياضي الوحيد في أوروبا الذي يمتلك القوة الاجتماعية والمؤسّسية والاقتصادية اللازمة لمواجهة هذه المعركة. نحن أكثر أندية كرة القدم إحرازاً للألقاب على الصعيد الرياضي، وكما رأينا سابقاً، الأكثر شهرة وتقديراً في القطاع المالي. وقبل كل شيء، تكمن قوتنا الأساسية في كوننا عائلة كبيرة متحدة حول قيم ريال مدريد وتاريخه الأسطوري”.
وزاد: “أودّ أن أخبركم أيضاً أننا لسنا وحدنا. بل على العكس تماماً. صحيح أننا مَن يرفع صوته علناً، ولكن هناك أندية وشخصيات كروية كثيرة تطلب منا، سراً، مواصلة المعركة، وأن نفعل ذلك من أجلها أيضاً. وهذا أمر طبيعي، لأنهم يعانون من المشكلات ذاتها التي نعاني منها. سأعطيكم ثلاثة أمثلة: الاتفاق مع CVC، مباراة ميامي وقضية نيغريرا”.
فلورنتينو: تيباس زاد راتبه بأكثر من 10 أضعاف
رئيس ريال مدريد أشار إلى أن “أندية كثيرة نادمة على صفقة CVC”، إذ “أدركت أن خسارة 11% من عائداتها التلفزيونية لمدة نصف قرن، أو 50 عاماً، كانت خطأً سيؤثر سلباً في مستقبلها”.
وأضاف: “تشكّل صفقة CVC عبئاً على كرة القدم الإسبانية. لكننا واثقون من أن المحاكم ستُبطلها. سنلجأ إلى المحكمة العليا، إذا لزم الأمر”.
وتابع: “أودّ تذكيركم بأن برشلونة عارض في البداية صفقة CVC أمام المحكمة، إلى جانبنا وأتلتيك بلباو. وبالمصادفة، أسقط برشلونة هذه الدعوى القضائية، بالتزامن مع سماح رابطة الدوري الإسباني له بتسجيل لاعبين مستقبلاً”.
ورأى أن ثمة رابحَين من هذه الصفقة، إذ “زادت رواتب مسؤولي الرابطة وأرباح CVC”، مضيفاً: “كم نحن بعيدون عن الفترة التي تولى فيها رئيس الرابطة منصبه عام 2013، حين خفّض راتبه إلى 348 ألف يورو. حينها، اعتبر السيد تيباس أن الراتب الذي تقاضاه سلفه، الرئيس (خوسيه لويس) أستيازاران، والبالغ 395 ألف يورو، مُبالغ فيه. ولكن اتضح أن تيباس زاد راتبه بأكثر من 10 أضعاف، على حساب الأندية التي تضطر لبيع لاعبيها من أجل البقاء”.
وزاد: “ليس مقبولاً أيضاً أن يشغل رئيس رابطة الدوري الإسباني، الذي يبدي عداءً جلياً لريال مدريد، منصب نائب رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، وهو الهيئة المسؤولة عن التحكيم الإسباني”.
وكشف فلورنتينو: “عرض عليّ رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم (رافاييل لوزان) أن أكون عضواً في الاتحاد. قلتُ له: أنت لا تعرفني”.
نقلاً عن: الشرق رياضة
