الوضع مخيف.. لماذا انهار مستوى كيليان مبابي بشكل مفاجئ؟

الوضع مخيف.. لماذا انهار مستوى كيليان مبابي بشكل مفاجئ؟

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يتحول الحلم الملكي إلى كابوس بهذه السرعة، كيليان مبابي، الذي استقبلته جماهير “البرنابيو” كالبطل الفاتح والذي لعب موسماً أول رائعا وبدأ الموسم الجاري بشكل أروع، يبدو اليوم شبحاً للاعب الذي أرعب أوروبا لسنوات.

الأرقام لا تكذب، ولغة الجسد تفضح الكثير، ولكن السؤال الذي يدور في أذهان الجميع، كيف تحول مبابي من ماكينة أهداف لا تهدأ إلى عبء تكتيكي ونفسي على الفريق في غضون أيام قليلة وتوقف عن التسجيل لثالث مباراة على التوالي؟

الانهيار ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة خلطة سامة من 4 عناصر انفجرت في وجه ريال مدريد دفعة واحدة:

1. أشباح باريس والملاحقات القضائية

لا يمكن فصل ما يحدث في الملعب عما يدور في أروقة المحاكم، المعركة مع باريس سان جيرمان لم تنتهِ بمجرد خلع القميص الأزرق، تصاعدت وتيرة القضايا، والمطالبات المالية المتبادلة التي وصلت لأرقام فلكية، جعلت ذهن اللاعب مشتتاً بالكامل. 

مبابي بشر في النهاية، ويخوض حرب استنزاف قانونية وإعلامية مع ناديه السابق تأكل من تركيزه الذهني وتسرق منه الصفاء اللازم للحسم أمام المرمى.

2. الفريق ككل في غرفة الإنعاش

من الظلم تحميل مبابي وحده مسؤولية التعثر، ريال مدريد من بعد الكلاسيكو يعاني من تراجع جماعي مخيف، المنظومة الدفاعية هشة، وخط الوسط يفتقد البوصلة التي كانت تضبط الإيقاع. عندما يسعل الفريق، يمرض المهاجم، كيليان يجد نفسه معزولاً في كثير من الأحيان، يضطر للنزول لمنتصف الملعب لاستلام الكرة بدلاً من طلبها في المساحات؛ ما يستهلك طاقته البدنية في أدوار ليست له، ويفقده الشراسة داخل الصندوق.

 

 

3. فخ الاستسهال والغرور التهديفي

وهنا نأتي للنقطة الأخطر والأكثر حساسية، وهي مشكلة ذهنية بحتة. بداية مبابي الرقمية في الموسم كانت خادعة؛ سجل أهدافاً جعلته يظن أن الليغا نزهة مشابهة للدوري الفرنسي. هذا الشعور تسلل إليه فدخل في حالة من الاستسهال. 

بدأنا نرى رعونة غريبة في اللمسة الأخيرة، وتسديدات يغلب عليها التكاسل أو الثقة المفرطة، وكأنه يقول سأسجل في أي وقت بأقل مجهود. هذا التعالي على الكرة عاقبه فوراً، فالحراس في إسبانيا، والتكتلات الدفاعية المنظمة، لا ترحم من يفقد غريزته القاتلة ولو للحظة. ما نراه الآن هو لاعبا بالكثير من الرعونة أمام المرمى، ظناً منه أن قميص الريال واسمه يكفيان للتسجيل.

 

 

4. فوضى التدوير وتغيير المراكز

تشابي ألونسو، برغم خبرته، لم يساعد مبابي على الاستقرار، كثرة التدوير حوله، وتغيير الرسم التكتيكي، والتبديل المستمر في هوية من يجاوره في الهجوم، خلقت حالة من التوهان، تارة يلعب كمهاجم صريح، وتارة يميل لليسار، وتارة يجد خلفه تشكيلة مختلفة تماماً عن المباراة السابقة. لا يوجد لاعب في العالم، مهما كانت جودته، يمكنه بناء كيمياء وتفاهم مع زملائه في ظل هذا العبث التكتيكي المستمر.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف