من رسائل أكرد إلى وعد الركراكي الزابيري يكتب التاريخ للمغرب

من رسائل أكرد إلى وعد الركراكي الزابيري يكتب التاريخ للمغرب

يواصل المهاجم المغربي الشاب ياسر الزابيري كتابة فصول قصة استثنائية، بدأت بخطوات صغيرة فوق تراب ملاعب الحي، وانتهت – حتى الآن – بتتويجه بطلاً

للعالم تحت 20 سنة، ومسجّلًا هدفين تاريخيين في نهائي لا يُنسى أمام منتخب الأرجنتين.

وأجرى الزابيري حواراً مع صحيفة “AS” الإسبانية كشف فيه عن مشوار طويل من العمل والتضحيات، وعن الأحلام التي لا تزال تكبر بداخله مع كل مباراة.

البداية.. حلم صغير فوق ملاعب الحي

يقول ياسر إن شعوره بعد الفوز بالمونديال يشبه “الحلم الذي يتحقق أمام العين”. فمنذ طفولته، لم يعرف طريقاً سوى كرة القدم، إذ يصفها بأنها “كل ما يملك”، رغم أنه كان يدرس كباقي الأطفال، إلا أن شغفه الحقيقي كان اللعب، وصناعة اسم في المنتخب المغربي.

هذا الإصرار دفعه للبدء مبكراً، وهو في الرابعة أو الخامسة، قبل أن يمر عبر نادي الكوكب المراكشي، ثم فرع من أكاديمية محمد السادس في مدينته، لينتقل عام 2015 إلى المقر الرئيسي للأكاديمية في الرباط، حيث أمضى ما يقارب تسع سنوات ونصف شكلت منعطفاً مهماً في مسيرته.

عثمان معما، ياسر الزابيري وديلغادو ميلتون يستلمون الجوائز الفردية بكأس العالم تحت 20 عاماً - 20 أكتوبر 2025
عثمان معما، ياسر الزابيري وديلغادو ميلتون يستلمون الجوائز الفردية بكأس العالم تحت 20 عاماً – 20 أكتوبر 2025 – Reuters


أكاديمية محمد السادس.. مصنع النجوم وصقل المواهب

ويمضي الزابيري في حديثه لـ”AS” عن أثر أكاديمية محمد السادس في صقل موهبته، مؤكدًا أنها تضاهي كبريات مراكز التكوين في أوروبا، بما توفره من رعاية واستقرار ومرافق احترافية.

فالانتقال من ملاعب ترابية إلى ملاعب حديثة، والعيش في بيئة تربوية ورياضية متكاملة، جعله يشعر أنه بدأ يفكر ويتصرف كلاعب محترف منذ سن مبكرة. ويعترف بأن لولا هذا المحيط المثالي لما وصل، هو ولا زملاؤه، إلى هذا المستوى.

قدوة قريبة.. علاقة مميزة مع نايف أكرد

ومع بروز جيل جديد من خريجي الأكاديمية الذين صنعوا أسماءهم في أوروبا والمنتخب الأول، مثل نايف أكرد ويوسف النصيري وعز الدين أوناحي، يؤكد الزابيري أنه شعر دائماً بالقرب من هؤلاء النجوم.

ويضيف أن علاقته بمدافع أولمبيك مارسيليا نايف أكرد مميزة، فقد كان الأخير يتواصل معه يومياً أثناء المونديال، مانحاً إياه نصائح ثمينة ودعماً معنوياً كبيراً،وهو ما جعله – كما يقول – قدوة حقيقية لكل لاعبي الأكاديمية.

 

روح الفريق سرّ الشخصية القوية داخل الملعب

وعن سرّ تألقه وثقته الكبيرة داخل أرضية الملعب، خاصة في المباريات الحاسمة، يؤكد الزابيري أن الفريق هو مصدر قوته، إذ تجمعهم ثلاثة أعوام من اللعب المشترك، ما كوّن انسجاماً كبيراً بينهم، إضافة إلى مدرب يفهمهم “حتى على المستوى العاطفي”.

ويضيف أن الثقة المتبادلة جعلته يلعب دون خوف من ارتكاب الأخطاء، مؤمناً بأن زملاءه سيقفون خلفه مهما حدث.

كما اعترف بأن الحضور الجماهيري الكبير أمام الأرجنتين، إلى جانب محاولات المنافس لاستفزازهم، كان دافعاً إضافيا لإظهار شخصيته القوية.

وعندما سجل الهدف الأول من ركلة حرة في نهائي كأس العالم تحت 20 عاماً أمام الأرجنتين، شعر – على حد قوله – بالذهول، أما الهدف الثاني فقد اعتبره لحظة يعيشها اللاعب مرة واحدة في حياته، لحظة يرى فيها حلم التتويج يقترب حتى يصبح واقعاً.

ورغم ذلك، يقول إن مساهمته الفردية لا تكتمل إلا بكونها جزءاً من مجهود جماعي هدفه واحد: رفع راية المغرب عالياً

طموح المنتخب الأول.. الباب المفتوح

وحول مستقبله مع المنتخب الأول، يعترف ياسر بأنه يشعر بأنه جاهز، لكن القرار يبقى بيد المدرب وليد الركراكي.

ويضيف أن الأخير طلب من اللاعبين بعد البطولة التركيز مع أنديتهم والحفاظ على نسق المشاركة والتألق، واعداً إياهم بأن الباب سيظل مفتوحاً

ويؤكد الزابيري أنه يسعى لتقديم أفضل ما لديه مع فريقه فاماليكاو البرتغالي – حيث شارك مؤخراً كأساسي أمام بورتو – لإثبات استحقاقه لفرصة الظهور مع الكبار.

ولا يخفي المهاجم الشاب طموحه في الظهور مع أسود الأطلس خلال كأس أمم إفريقيا، خصوصا نظراً لإقامتها في المغرب، معتبراً أن اللعب في هذا الحدث القاري يعد حلماً لكل لاعب مغربي.

 

الليغا.. البطولة التي أسرته منذ الصغر

وفي ختام حديثه، يشيد ياسر الزابيري بالدوري الإسباني الذي يعشقه منذ صغره، معتبرًا أن أي فريق في “الليغا” قادر على المنافسة، وأنه كلاعب قادر على التأقلم مع أي أسلوب، سواء هجومي مثل برشلونة أو دفاعي مثل أتلتيكو مدريد.

نقلاً عن: الشرق رياضة

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف