لماذا يلجأ سان جيرمان إلى المواهب المحلية للدفاع عن ألقابه؟

كان اللاعبون المحليون نادرين نسبياً في تشكيلة باريس سان جيرمان حتى سنوات قليلة مضت، باستثناء مامادو ساكو وبريسنيل كيمبيمبي وأدريان رابيو وكيليان مبابي.

تميزت السنوات الأولى تحت الملكية القطرية للنادي بالتعاقدات رفيعة المستوى من أندية أخرى، لكن مع الوقت وجد سان جيرمان بعض أبرز خريجي أكاديميته، من بينهم كينغسلي كومان ومايك ماينيان، الذين انتقلوا قبل أن يتاح لهم الوقت الكافي لترك أي أثر في العاصمة الفرنسية.

شهد توجه النادي نحو المواهب الفرنسية في المواسم الأخيرة، ونهاية ما يُسمى بحقبة “التألق”، مشاركة لاعبين صغار السن مثل عثمان ديمبيلي وديزيريه دوي في حملة الفوز بالثلاثية العام الماضي، والآن يتطلع باريس سان جيرمان إلى المضي قدماً والبناء على مواهبهم المحلية.

مع غياب ديمبيلي ودوي وأشرف حكيمي لفترات طويلة للإصابة، ضمّ الفريق هذا الموسم ما يصل إلى 5 لاعبين من خريجي أكاديمية سان جيرمان جميعهم من منطقة باريس.

كان مجمع التدريب والأكاديمية الشامل للنادي عنصراً أساسياً في هذه الاستراتيجية.

استراتيجية باريس سان جيرمان الجديدة

قبل عامين، انتقل باريس سان جيرمان من مرافق كامب دي لوج في الضاحية الغربية سان جيرمان أونلي، التي كانت قاعدة عملياته منذ عام 1975، إلى مجمع باريس سان جيرمان القريب والمتطور.

تستضيف المرافق الجديدة، التي افتُتحت رسميًا قبل عام، فرق الرجال والسيدات، بالإضافة إلى فرق الشباب، على مساحة 59 هكتاراً. تشمل هذه المرافق 16 ملعباً، ومساكن لـ140 لاعباً شاباً، ومرافق تعليمية، وحتى حديقة للتمشية.

وفي حديثه خلال فعالية هذا الأسبوع للاحتفال بالذكرى الخمسين لافتتاح الأكاديمية، أوضح المستشار الرياضي لويس كامبوس أن خطط سان جيرمان طويلة المدى تتمثل في ضم “المزيد والمزيد من لاعبي منطقة باريس” إلى الفريق الأول.

أضاف كامبوس: “الفكرة هي أن يكون لدينا لاعبون من جميع الفئات العمرية قادرين على صعود الدرجات. في هذه الحالة، هذا هو الدرج الفعلي لمجمع باريس سان جيرمان، حيث يتدرب الفريق الأول في أعلى المجمع المكون من أربعة طوابق”.

وأشار المدير التنفيذي البرتغالي إلى أن وجود مسار أوضح من الأكاديمية إلى الفريق الأول يمكن أن يخفف أيضاً من اعتماد النادي على سوق الانتقالات، موضحاً أن “الذهاب إلى السوبر ماركت غالباً لا يجعلك طباخاً ماهراً، المهم هو السير في الاتجاه الصحيح، وليس تكديس اللاعبين”.

كما روى المدير السابق لموناكو ما دار بينه وبين لويس إنريكي ومدربي الشباب، حيث عرض الإسباني “مبادئ اللعب”، بدلاً من إملاء تمارين أو تشكيلات محددة.

يقول كامبوس، إن وصول لويس إنريكي قبل موسمين كان مدعوماً بشكل ملحوظ بـ”شجاعة إشراك المواهب الشابة بمجرد استعدادها”.