حرب الذكاء الاصطناعي تتأجج.. DeepSeek تكشف عن نماذج جديدة
في خطوة اعتُبرت دفعة قوية في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي ضد عمالقة كـ Google وOpenAI، أعلنت شركة DeepSeek الصينية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي عن إصدار نسختين جديدتين من نموذجها التجريبي، تتمتّعان بقدرات منطقية وأدائية قريبة من النماذج الرائدة.
والنموذج الأول، الذي أُطلق باسم DeepSeek-V3.2، يمكنه تحقيق أداء يضاهي أداء النموذج الأبرز في السوق GPT-5 من OpenAI، في العديد من اختبارات المنطق والاستدلال.
أما النموذج الثاني، DeepSeek-V3.2-Speciale، فيركّز على قدرات حسابية ومنطقية عميقة، خصوصًا في المسائل الرياضية وغيرها من المهام التي تتطلب تفكيرًا طويلًا.
ووفقًا لما أعلنت DeepSeek، فإن هذا النموذج ينافس نسخة Gemini 3 Pro من غوغل ويحقق مستوى ميدالية ذهبية في مسابقات رياضية ومعرفية معيارية، مثل أولمبياد الرياضيات الدولي وأولمبياد المعلوماتيات.
قدرات متقدمة
وما يميّز V3.2 بحسب DeepSeek، هو قدرته على دمج التفكير مع استخدام الأدوات. أي أنه لا يكتفي بتوليد إجابات نظرية، بل يمكنه أيضًا تنفيذ عمليات فعّالة مثل البحث على الإنترنت أو استخدام آلة حاسبة أو تشغيل أكواد برمجية.
هذا يرفع قدرة التفاعل معه، ما يعني أن النموذج يمكن أن يكون وكأنه وكيل ذكي قادر على مهام معقدة باستقلال نسبي، وقالت DeepSeek إن هذا التكامل بين التفكير واستخدام الأدوات يمنح مرونة كبيرة في الاستخدام حسب الحاجة.
منافسة مفتوحة
يُعد إطلاق هذين النموذجين إشارة واضحة إلى أن المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تتجاوز الشركات العملاقة ذات الأكواد المغلقة.
وتسعى DeepSeek، بنهجها المفتوح المصدر، إلى إثبات أن النماذج غير الاحتكارية يمكن أن تضاهي أو حتى تنافس أقوى النماذج في السوق. وهذا قد يفتح الباب أمام مطوّرين وباحثين وشركات أصغر لاستخدام أدوات قوية بتكلفة أقل، وبالتالي تعزيز الابتكار والمرونة بعيدًا عن الاحتكار التكنولوجي.
الاختبار الواقعي
ورغم ما أعلنته DeepSeek، يبقى السؤال حول مدى فعالية هذه النماذج في العالم الحقيقي. فهل ستبقى النتائج التجريبية ثابتة عند الاستخدام المكثف وفي المهام المعقدة الواقعية؟
لكن في جميع الأحوال، يضع إطلاق DeepSeek لـ V3.2 وV3.2-Speciale علامة فارقة في سباق الذكاء الاصطناعي الحالي، فنموذج مفتوح المصدر يدّعي منافسة أقوى النماذج من عمالقة الصناعة، مع مزيج من قدرات التفكير والتنفيذ.
ورغم أن النتائج تبدو واعدة، فإن التحدي الحقيقي سيكون في الإثبات العملي عند الاستخدام على نطاق واسع، والأهم من ذلك، يذكّرنا هذا بأن المنافسة في الذكاء الاصطناعي لم تعد حكرًا على شركات كبيرة، بل باتت متاحة أيضًا لمنصّات ومبادرات مفتوحة المصدر.
نقلاً عن: إرم نيوز
