نسخ فكرة رونالدو.. هل اتفق محمد صلاح مع ناد جديد؟

نسخ فكرة رونالدو.. هل اتفق محمد صلاح مع ناد جديد؟

لم يكن ما حدث في المنطقة الإعلامية عقب تعادل ليفربول المثير مع ليدز يونايتد مجرد ثورة عابرة من نجم غاضب بسبب جلوسه على مقاعد البدلاء، ما فعله محمد صلاح، الهداف التاريخي للريدز، كان قصفاً ممنهجاً ومدروساً لكل الجسور التي تربطه بقلعة “آنفيلد”، كلمات قليلة، لكن مفعولها كان بمثابة تأشيرة خروج نهائية لا رجعة فيها، ورسالة واضحة بأن العلاقة وصلت إلى طريق مسدود.

كتالوج “الدون”.. استنساخ سيناريو اليونايتد

المشهد يبدو مألوفاً جداً، وكأننا نعيش “ديجافو” للحظات الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو الأخيرة مع مانشستر يونايتد، صلاح، بذكائه المعهود، يبدو أنه قرر فتح كتالوج رونالدو وتطبيق الصفحة الأخيرة منه بحذافيرها.

عندما أدرك الدون أن طريق العودة للتشكيل الأساسي تحت قيادة إريك تين هاغ بات مستحيلاً، اختار الظهور الإعلامي لنشر الفضائح علناً، ليضع الإدارة أمام خيار وحيد: إما أنا أو الفوضى.. اتركوا لي الباب مفتوحاً لأرحل.

صلاح فعل الأمر ذاته، عبارات مثل “النادي ألقاني تحت الحافلة”، وعلاقتي بالمدرب انقطعت فجأة، ليست زلات لسان وليدة اللحظة، بل هي خطة ممنهجة لإحراج الإدارة والجهاز الفني أمام العالم. 

سياسة الأرض المحروقة مع سلوت

صلاح يعلم جيداً أن كرة القدم الحديثة، وخاصة في أندية البريميرليغ، لا تغفر مثل هذه التصريحات العلنية ضد المؤسسة، هو يعلم يقيناً أن آرني سلوت، بصرامته الهولندية المعروفة، لن يقبل بوجود لاعب، مهما كان حجمه، يطعن في سلطته علناً في الوسائل الإعلامية.

وهذا بالضبط ما يريده الفرعون المصري، هو يمارس سياسة الأرض المحروقة؛ يقطع كل خطوط الرجعة ليجبر إدارة ليفربول المتعنتة، التي أخلت بوعودها معه في الصيف، على توقيع أوراق الرحيل بأقل الخسائر، تماماً كما أجبر رونالدو إدارة الشياطين الحمر على فسخ عقده.

اتفاق في الظلام.. لا قفزة دون مظلة

السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه هنا: هل يُقدم لاعب بحجم وخبرة صلاح التجارية والاستثمارية على الانتحار الكروي في منتصف الموسم دون شبكة أمان؟ الإجابة قطعاً: لا.

تحليل لغة الجسد والثقة المفرطة في تصريحات صلاح يشير بوضوح إلى أنه لم يطلق الرصاص على إدارة ليفربول إلا وفي جيبه عقد جديد أو اتفاق شبه نهائي مع وجهة قادمة، التاريخ علمنا أن النجوم الكبار لا يحرقون مراكبهم إلا إذا كانت السفينة البديلة راسية وتنتظرهم على الشاطئ الآخر.

الحديث عن عروض ثقيلة لم يعد مجرد تكهنات، الأندية السعودية لم تخفِ رغبتها القديمة المتجددة، وربما تكون الصفقة قد نضجت بالفعل في الغرف المغلقة، أو ربما دخلت أطراف أوروبية كبرى على الخط لتعويض نجوم راحلين في يناير. المؤكد أن صلاح ضمن مستقبله قبل أن يفتح فوهة البركان في وجه ليفربول.

 

توقيت شيطاني ووداع أخير

اختيار التوقيت يكشف دهاء صلاح ومستشاريه، التصريحات جاءت قبل أيام قليلة من انضمامه لمعسكر منتخب مصر استعداداً لكأس الأمم الإفريقية، إنه توقيت شيطاني بامتياز؛ فهو سيرحل بعيداً عن صخب إنجلترا، تاركاً النيران تشتعل في مكاتب ليفربول، ليمنح وكلاءه الوقت الكافي لإنهاء إجراءات الانتقال، مستغلاً الضغط الجماهيري والإعلامي الهائل الذي خلقه بنفسه.

جملة هذا وداعي للجماهير في مباراة برايتون القادمة لم تكن عاطفية بقدر ما كانت إعلاناً للنهاية. صلاح لم يعد لاعب ليفربول ذهنياً، والآن نحن بانتظار الإعلان الرسمي عن القميص الجديد بعد أن نفذ خطة رونالدو بنجاح ساحق.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف