مقارنة تاريخية تكشف أسوأ بداية لمحمد صلاح في البريميرليغ
منذ أن خطت قدما محمد صلاح أرض ملعب آنفيلد صيف 2017، لم يتوقف النجم المصري عن تحطيم الأرقام ومطاردة شباك الخصوم وفرض نفسه واحداً من أبرز لاعبي الجيل في الدوري الإنجليزي الممتاز.
من موسمه الأول الذي خطف فيه الأنظار بتسجيله 12 هدفاً في أول 15 مباراة فقط، وحتى موسمه قبل الماضي عندما حافظ على معدلاته التهديفية وصناعة الأهداف المبهرة، ظلّ صلاح يمثل ثابتاً رقمياً وفنياً في مشروع ليفربول تحت قيادة يورغن كلوب.
لكن موسم 2025/26 يحمل نغمة مختلفة تماماً. فبعد مرور 15 مباراة فقط، تظهر الأرقام أن صلاح يعيش أسوأ بداية له منذ وصوله إلى البريميرليغ. وبين من يراها مجرد كبوة مؤقتة ومن يعتقد أنها بداية النهاية، يبقى التحليل الرقمي مفتاح الإجابة.
مقارنة رقمية صادمة.. موسم 25/26 في ذيل القائمة
عند العودة إلى مواسم صلاح التسعة مع ليفربول، يتضح أن مساهماته الهجومية في فترة البدايات كانت دائماً مرتفعة ومستقرة. ففي موسم 24/25 مثلاً، نجح في تسجيل 13 هدفاً وصناعة 9 أخرى خلال أول 15 مباراة، وهي نفس أرقامه تقريباً في موسم 21/22 الذي اعتبره كثيرون أفضل مواسمه على الإطلاق.
لكن الصورة هذا الموسم مختلفة؛ إذ سجل صلاح 4 أهداف فقط وصنع هدفين، ليصل مجموع مساهماته إلى 6 فقط، وهو أقل رقم له على الإطلاق في هذه المرحلة من الموسم. والأسوأ من ذلك، أنه لم يشارك في مباراتين، ولعب كبديل في مباراة ثالثة، وهو أمر غير مألوف بالنسبة للاعب كان يمثل “ثابتاً” في تشكيل ليفربول لسنوات.
وللمقارنة، كان أقل معدل مساهمات له قبل هذا الموسم هو 9 مساهمات في موسمي 22/23 و19/20، ومع ذلك فقد قدّم خلالهما أداءً أفضل مما يقدمه الآن بشكل واضح.
هل المشكلة في صلاح أم في ليفربول؟
من السهل إلقاء اللوم على اللاعب نفسه، لكن كرة القدم لعبة منظومة قبل أن تكون لعبة فردية. رحيل يورغن كلوب، الرجل الذي صُممت أفكاره التكتيكية بما يخدم صلاح ويعظم نقاط قوته، مثّل زلزالاً فنياً للفريق. ومع حضور جهاز فني جديد وأسلوب لعب مختلف، لم يعد صلاح هو “محور” الهجمات كما كان في السابق. بل تحولت بعض الأدوار إلى لاعبين شباب، وبدأ الفريق يعتمد على تنوع أكبر في مراكز صناعة اللعب.
إضافة إلى ذلك، يبلغ صلاح الآن 33 عاماً، ومع أن لياقته البدنية تبقى نموذجية، إلا أن أجنحة السرعة – وهي خانته الأساسية – عادة ما تبدأ في فقدان فعاليتها التامة بعد تجاوز سن الـ31 بسبب تراجع الانطلاقات وحجم الجهد البدني المطلوب.
هذا لا يعني أن صلاح فقد قدرته تماماً، لكنه يوحي بأن اللاعب ربما يحتاج إلى إعادة توظيف داخل الملعب، أو إلى تكيف جديد مع أسلوب لعب لم يعد مبنياً على تفوقه الفردي كما كان سابقاً.
كيف تغيرت أرقام محمد صلاح؟
عبر المواسم الممتدة من 17/18 إلى 24/25، حافظ صلاح على معدل تهديفي يتراوح بين 7 و13 هدفاً في أول 15 مباراة. كما حافظ على معدل صناعة أهداف بين 3 و9 تمريرات حاسمة، مما جعله أحد أكثر اللاعبين إنتاجاً على مستوى أوروبا.
لكن في موسم 25/26، تراجعت معدل مساهماته إلى 0.4 مساهمة هجومية في المباراة الواحدة، بعد أن كان في بعض المواسم يتجاوز 1.4 مساهمة في المباراة. هذا الانخفاض بنسبة تقارب 60% يمثل مؤشراً واضحاً على وجود خلل في المنظومة أو في أداء اللاعب نفسه، أو ربما في الاثنين معاً.
كما أن تراجع عدد مشاركاته الأساسية لأول مرة يعطي إشارة مزدوجة: إما أن الجهاز الفني بدأ يفقد الاعتماد الكلي عليه، أو أن اللاعب يعاني من إرهاق بدني أو ذهني، أو حتى إصابات طفيفة غير معلنة.
نقلاً عن: الشرق رياضة
