انتهى الدرس.. 5 مؤشرات لضياع الدوري من ريال مدريد
لم تكن ليلة الأحد في “سانتياغو برنابيو” مجرد تعثر عابر لريال مدريد، أو خسارة 3 نقاط في سباق الماراثون الطويل للدوري الإسباني، السقوط المدوي أمام سيلتا فيغو بهدفين نظيفين، وسط عجز تام لأصحاب الأرض، بدا وكأنه إعلان مبكر عن رفع الراية البيضاء.
ما حدث لم يكن وليد الصدفة، بل كان انفجاراً لتراكمات فنية ونفسية ظهرت جلياً في الأداء الكارثي للفريق الملكي.
وفي قراءة متأنية للمشهد الحالي، تبرز 5 مؤشرات خطيرة تؤكد أن لقب الليغا يبتعد رويداً رويداً عن خزائن “لوس بلانكوس”، وربما يكون الدرس قد انتهى قبل انتصاف الموسم.
1. اتساع الفجوة.. هدية مجانية لبرشلونة
لعل المؤشر الرقمي هو الأكثر إيلاماً لعشاق “الميرنغي”، الخسارة جمدت رصيد الفريق وأهدت الغريم التقليدي برشلونة فرصة ذهبية للتحليق بعيداً في الصدارة بفارق 4 نقاط كاملة.
في دوري لا يحتمل نزيف النقاط، ومع الفورمة العالية التي يعيشها البلوغرانا، يبدو تعويض هذا الفارق أمراً معقداً للغاية.
ريال مدريد لم يخسر المباراة فحسب، بل خسر هامش الخطأ المسموح به، وبات ينتظر هدايا من الآخرين لتعطيل المتصدر، وهو وضع لا يليق بالبطل التاريخي للبطولة الذي اعتاد أن يكون مصيره بيده.
2. استحواذ سلبي.. وعقم هجومي
على الرغم من السيطرة الظاهرية على الكرة في أغلب فترات المباراة، إلا أن ريال مدريد عانى من “عقم هجومي” واضح.
الفريق يدور في حلقة مفرغة من التمريرات العرضية دون أي فاعلية أو خطورة حقيقية على المرمى. غابت الحلول الفردية، واختفت الشراسة داخل الصندوق، هذا الاستحواذ السلبي كشف عن عجز تكتيكي في فك شفرات الدفاعات المتكتلة، حيث بدت نجوم الفريق معزولة تماماً، واكتفى الفريق بالمشاهدة بينما كان الخصم يلدغ من أنصاف الفرص.
3. هشاشة دفاعية.. العرض المستمر
المشكلة ليست في العجز عن التسجيل فقط، بل في السهولة التي يُضرب بها الدفاع المدريدي، الهدفان اللذان سجلهما “سفيدبيرج” كشفا عن سوء تمركز وسذاجة دفاعية لا تليق بفريق بحجم ريال مدريد.
والإصابة المبكرة لإيدير ميليتاو زادت الطين بلة، لكن المنظومة الدفاعية ككل تعاني من بطء في الارتداد وسوء تغطية في الهجمات المرتدة، وهو سيناريو تكرر كثيراً هذا الموسم أمام الفرق المتوسطة والكبيرة على حد سواء.
4. فقدان الثقة.. شبح أوروبا
تأتي هذه الهزيمة في توقيت قاتل، قبل ساعات قليلة من الموقعة المنتظرة أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا، الفريق بدا فاقداً للثقة، ومهزوزاً نفسياً. كيف سيواجه هذا الدفاع الهش هجوم السيتي الكاسح؟
الخسارة محلياً زرعت الشك في نفوس اللاعبين والجماهير، وبدلاً من دخول المعركة الأوروبية بمعنويات “الريمونتادا”، يدخلها الفريق وهو يلملم جراحه؛ ما يهدد بموسم صفري كارثي.
5. الانهيار العصبي.. طردان في ليلة واحدة
لعل المشهد الأكثر تعبيراً عن حالة الفوضى هو البطاقات الحمراء. خروج فران غارسيا وألفارو كاريراس مطرودين ليس مجرد تهور، بل هو دليل دامغ على “الضغط العصبي” والانهيار الذهني الذي يعيشه الفريق. عندما يفقد اللاعبون أعصابهم بهذا الشكل، فهذا يعني أن غرفة الملابس تفتقد للهدوء والتركيز. هذا التوتر يعكس شعوراً داخلياً بالعجز، وهو أخطر ما يمكن أن يصيب فريقاً ينافس على الألقاب.
نقلاً عن: إرم نيوز
