هل ألقى سلوت بمحمد صلاح “تحت الحافلة”؟

هل ألقى سلوت بمحمد صلاح “تحت الحافلة”؟

أعلن محمد صلاح غضبه مباشرة بعد جلوسه احتياطيًا أمام ليدز يونايتد، ووجّه انتقادات لمدرب ليفربول آرني سلوت ولإدارة النادي، مؤكدًا أنه يشعر بأنه تعرّض لما وصفه بـ”الرمي تحت الحافلة”. 

وابتعد صلاح عن التشكيل الأساسي للمباراة الثالثة على التوالي في الدوري، فيما حاول سلوت وقف سلسلة تسع هزائم في آخر 12 مباراة.

وشعر اللاعب المصري بأنه أصبح كبش فداء، وأنه يتحمل اللوم وحده رغم مسيرته التي حصد خلالها الألقاب الكبرى وسجل 250 هدفًا وضعته ثالثًا في قائمة الهدافين عبر تاريخ النادي.

 

هل يملك صلاح ما يدعم شعوره؟

صلاح افتقد شريكه الأبرز ترينت ألكسندر أرنولد بعد انتقاله لريال مدريد، فقد شكل الثنائي منذ سنوات محور القوة في الجبهة اليمنى، وقدم أرنولد الموسم الماضي 147 تمريرة كسرت خطوط الدفاع باتجاه صلاح، وهو رقم لم يقترب منه أي لاعب آخر في الدوري.

ستيفن وورنوك، مدافع ليفربول السابق، أوضح أن خروج أرنولد أثّر بوضوح على أداء صلاح، لأن شراكتهما اعتمدت على حركة ترينت للداخل وفتح المساحات، ما منح صلاح أفضلية مستمرة.

عندما ينظر صلاح حوله، سيجد لاعبين آخرين يقدمون مستويات أقل، كوناتي يعيش تراجعًا واضحًا لكنه بلا بديل، وكودي جاكبو لم يترك بصمة مؤثرة في الجبهة اليسرى. 

فلوريان فيرتز لم يقدم ما يبرر قيمة انتقاله البالغة 116 مليون جنيه إسترليني، فيما ألكسندر إسحاق، أغلى صفقة في تاريخ الدوري البريطاني مقابل 125 مليونًا، سجل هدفًا واحدًا فقط.

ومع ذلك، كان صلاح هو الضحية في كل هذه المعادلة.

صلاح لم يذكر أسماء، لكنه ألمح بوضوح إلى أنه يرى نفسه مستهدفًا، وهو منطق لاعب صنع تاريخًا كبيرًا مع ليفربول يجعله يتساءل لماذا يتحمل وحده مسؤولية موسم مضطرب.

 

رد فعل مشابه لرونالدو

رد فعله أعاد للأذهان ما فعله كريستيانو رونالدو عندما هاجم إدارة مانشستر يونايتد في 2022 قبل إنهاء عقده بأيام. 

لكن موقف صلاح مختلف؛ عقده لن يُلغى، والنادي سيطالب بمبلغ كبير إذا فكر في بيعه، بعدما وقع تمديدًا لمدة عامين في مايو الماضي. 

ومع ذلك، تبدو المصالحة بينه وبين سلوت صعبة، وما زال غير واضح إذا كان سيحصل على وداع يليق بتاريخه قبل مغادرته لمعسكر منتخب مصر استعدادًا لكأس الأمم الإفريقية.

 

هل يرى صلاح أن شخصًا ما يريد تحميله كل المسؤولية؟

أرقام صلاح هذا الموسم ضعيفة مقارنة بمستواه في الموسم الماضي، حين قاد ليفربول للقب الدوري بتسجيل 34 هدفًا في 50 مباراة، ولكن هذا الموسم سجل 5 أهداف فقط في 16 مباراة.

مارك كوكوريّا لاعب تشيلسي أشار إلى أن فريقه استهدف الجبهة اليمنى لليفربول لأنها أصبحت نقطة ضعف دفاعية، وهذا الانتقاد لم يكن مطروحًا حين كان صلاح يسجل باستمرار، لكنه ظهر بقوة بعد انخفاض معدله التهديفي.

ورغم ذلك، يشعر صلاح أن مشكلات ليفربول أكبر بكثير من مجرد تراجع مستواه كونه النجم الأول، وهو ما يعيد التساؤل الذي طرحه اللاعب يوم السبت الماضي، هل يريد “أحد ما” تحميله المسؤولية؟

 

هل نجح سلوت في قراره باستبعاد صلاح؟

أي مدرب لليفربول كان سيواجه في نهاية المطاف لحظة انتقال ما بعد صلاح، وسلوت وجد نفسه في قلب هذه المرحلة سريعًا، رغم أن صلاح حصل الموسم الماضي على كل الجوائز الفردية الكبرى.

لا يوجد لاعب يحصل على حصانة دائمة، ستيفن جيرارد نفسه خرج من ليفربول بقرار فني عام 2015. 

سلوت رأى أن الإبقاء على التشكيل كما هو لم يعد خيارًا، وأن الفريق بحاجة الصلابة قبل أي شيء، خصوصًا أنه استقبل 24 هدفًا في 15 مباراة، مقابل 41 طوال الموسم الماضي.

الأرقام ليست في صف صلاح، فقد كشفت إحصاءات “أوبتا” أن نسبة نجاح مراوغاته تراجعت إلى 23% بدلًا من 56% في موسمه الأول.

كما أن نسبة الفوز بالالتحامات انخفضت من 38.7% إلى 28%، وسرعة اللاعب لم تعد كما كانت.

لكن ليفربول لم يخسر منذ استبعاد صلاح، فاز مرتين وتعادل مرتين، بينها انتصار مهم أمام إنتر ميلان في سان سيرو. 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف