4 “سقطات” دمرت علاقة سلوت ومحمد صلاح
لم يعد الأمر مجرد سحابة صيف في سماء ليفربول، بل تحول إلى عاصفة تقتلع جذور استقرار الفريق. ما يحدث، حاليًا، بين محمد صلاح والمدرب الهولندي أرني سلوت ليس مجرد خلاف فني، بل هو صدام مدمر، كشف عن فجوة هائلة في إدارة غرف الملابس.
وبينما يتحدث الجميع عن تراجع النتائج، يجب أن نضع الإصبع على الجرح ونحلل بوضوح: كيف نجح سلوت في تحويل أسطورة النادي إلى خصم في 4 خطوات كارثية؟
1. كسر التابوه: الدكة إهانة وليست تدويرًا.
السقطة الأولى والأخطر كانت في الجرأة غير المحسوبة. سلوت هو أول مدرب يجرؤ على إجلاس محمد صلاح على مقاعد البدلاء بهذه الكيفية المهينة، وتكرارها دون مبرر فني واضح في مباريات حاسمة.
صلاح، الذي اعتاد أن يكون الرجل الأول والمنقذ حتى في أسوأ حالاته، وجد نفسه فجأة يُعامل كلاعب صف ثانٍ أو ورقة رابحة للدقائق الأخيرة.
المشكلة لم تكن يومًا في المداورة، بل في الطريقة التي جردت هداف الفريق من هيبته في الملعب، وكأن المدرب الجديد أراد إرسال رسالة سلطوية للفريق ككل: لا أحد أكبر مني، لكنه اختار الضحية الخطأ لإثبات نفوذه.
2. غياب التواصل: التجاهل يقتل الولاء.
السقطة الثانية هي الخرس الإداري. كيف لمدرب يقود فريقًا بحجم ليفربول ألا يجلس مع نجمه الأول، ويشرح له أسباب استبعاده؟ نحن لا نتحدث هنا عن ناشئ صاعد من الأكاديمية، بل نتحدث عن أسطورة النادي في العقد الأخير.
صلاح كان يستحق، بحد أدنى من الاحترام المهني، جلسة مصارحة يفهم فيها لماذا هو على الدكة؟ هل هو قرار فني؟ بدني؟ أم تكتيكي؟ غياب هذا الحديث خلق فجوة من الشك، وجعل صلاح يشعر بأن هناك مؤامرة صامتة لإزاحته من المشهد، وهو ما فجّر غضبه المكبوت.
3. التصعيد الإعلامي: الغباء الإستراتيجي.
بدلًا من احتواء الأزمة، وقع سلوت في المحظور. كان الخيار الأذكى والأكثر حكمة هو الخروج بتصريح دبلوماسي كلاسيكي: “أنا أتفهم إحباط صلاح، هو لاعب بطل ويريد اللعب دائمًا، وهذا الشغف ما نحتاجه”
جملة بسيطة كانت كفيلة بإطفاء النار واحتواء غضب الجماهير واللاعب. لكن سلوت قرر العكس تمامًا؛ قرر التصعيد والهجوم، واختار أن ينتقد رد فعل صلاح علنًا.
هذا ليس مجرد خطأ في التصريحات، بل هو قُصر نظر إستراتيجي، حول المدرب من قائد يستوعب نجومه إلى ندٍ يدخل في مهاترات معهم عبر الميكروفونات.
4. طلب الاعتذار الشخصي: معركة كسر العظام
القشة التي قصمت ظهر البعير كانت الشرط الغريب الذي وضعه سلوت لعودة المياه لمجاريها: الاعتذار لي شخصيًا.
لو طلب سلوت اعتذارًا للفريق أو للإدارة، لكان الأمر مقبولًا في إطار الانضباط. لكن تحويل الأمر إلى مسألة شخصية يعكس شخصنة الأزمة. هذا الطلب وضع صلاح في زاوية ضيقة؛ إما الرضوخ وإهدار كرامته كقائد لمنتخب بلاده وأسطورة للنادي، أو الرحيل.
سلوت هنا لم يبحث عن مصلحة ليفربول، بل بحث عن انتصار لذاته، وهو ما قد يكلف الفريق خسارة أهم أعمدته في منتصف موسم كارثي.
أرني سلوت ربما يملك أفكارًا تكتيكية جيدة، لكنه رسب بامتياز في اختبار إدارة النجوم. لقد تعامل مع محمد صلاح بأسلوب الموظف لا الشريك في النجاح، والنتيجة، الآن، فريق مفكك، ونجم غاضب، وجمهور يغلي. في ليفربول، التاريخ يقول: من يعادي الأنفيلد وأساطيره، يخرج دائمًا من الباب الصغير.
نقلاً عن: إرم نيوز
