4 أسباب وراء دموع إمام عاشور في ودية مصر ونيجيريا
لم تكن المباراة الودية التي جمعت المنتخب المصري بنظيره النيجيري، مساء الثلاثاء، على استاد القاهرة مجرد اختبار تحضيري أخير قبل السفر إلى المغرب؛ بل تحولت إلى مشهد إنساني بامتياز بطله نجم خط الوسط، إمام عاشور.
فمع عزف النشيد الوطني المصري، انهمرت دموع اللاعب بغزارة، ليخطف الأنظار والقلوب قبل صافرة البداية، في مشهد لخص رحلة شاقة من المعاناة والأمل.
لم يكن هذا البكاء وليد الصدفة، بل كان انفجارًا لمشاعر مكبوتة وتراكمات طويلة، أفصح عنها اللاعب لاحقًا عبر حساباته الرسمية.
وفي هذا التقرير، نستعرض 4 أسباب رئيسية رسمت مشهد دموع إمام عاشور في ليلة العودة.
أولاً: شبح الاعتزال المبكر والرعب من الإصابة
لعل السبب الأبرز والأكثر تأثيرًا، كما اعترف عاشور نفسه، هو الخوف الذي سيطر عليه طوال الفترة الماضية. لقد تعرض اللاعب لسلسلة من الإصابات والمرض القاسية والمتتالية التي هددت مسيرته الكروية واستمراريته في الملاعب بشكل حقيقي.
وفي رسالته المؤثرة للجماهير، اعترف بوضوح بأن هاجس عدم القدرة على ممارسة كرة القدم مجددًا كان يطارده، تلك اللحظة التي وقف فيها معافىً يستمع لنشيد بلاده بعد أن كان طريح الفراش يشك في مستقبله، كانت بمنزلة تفريغ لشحنة القلق، وشكر للقدر على تجاوز المحنة والنجاة من كابوس الابتعاد القسري.
ثانياً: حنين العودة بعد غياب طويل
تشير لغة الأرقام إلى غياب طويل للاعب عن التشكيل الأساسي للمنتخب الوطني دام لقرابة ثمانية عشر شهرًا (منذ يونيو 2024)، تخللتها استبعادات فنية وإصابات متنوعة.
إن العودة لارتداء قميص “الفراعنة” بصفة أساسية أمام خصم عنيد وقوي بحجم نيجيريا، وأمام الجماهير المصرية في استاد القاهرة، ولدت شعورًا طاغيًا بالحنين والمسؤولية.
كانت الدموع ترجمة صريحة لوحشة الملعب الدولي، ورغبة جامحة في إثبات أنه ما زال جديرًا بهذا الشرف، وأن مكانه في التشكيل الأساسي لم يعد شاغرًا.
ثالثاً: الضغوط الجماهيرية والنفسية المتراكمة
قلة هم اللاعبون الذين يواجهون حجم الضغوط التي يتعرض لها إمام عاشور في الجيل الحالي للكرة المصرية. سواء بسبب انتقالاته الجدلية بين الأندية، أو تصريحاته، أو حتى تفاصيل حياته الشخصية، يظل اللاعب دائمًا تحت مجهر النقد والتشكيك المستمر.
مثلت لحظة عزف النشيد الوطني نقطة انكسار لحاجز الصمود النفسي أمام هذه الضغوط الهائلة؛ فكان البكاء لحظة ضعف بشري طبيعية لشخص تحمَّل فوق طاقته، وأراد أن يرسل رسالة صامتة للجميع بأنه يشعر بكل ما يدور حوله، وأن العبء كان ثقيلًا.
رابعاً: الحلم الإفريقي وتوقيت العودة المثالي
يكتسب توقيت المباراة أهمية قصوى؛ فهي تسبق السفر إلى المغرب لخوض منافسات كأس الأمم الإفريقية بأيام معدودة.
يدرك إمام جيدًا أن هذه البطولة قد تكون “بوابة الخلود” لجيله، وأن تواجده كعنصر فاعل وأساسي فيها هو فرصة لتعويض ما فاته في البطولات السابقة.
استشعار قرب تحقيق الحلم القاري، وأن القدر قد منحه فرصة أخرى ليكون بطلًا في المشهد بدلاً من مشاهدته عبر الشاشات، كان دافعًا قويًا لفيضان هذه المشاعر الجياشة.
نقلاً عن: إرم نيوز
