رسالة سامي الجابر النارية.. 5 حقائق مؤلمة كشفتها خسارة الأخضر أمام الأردن

رسالة سامي الجابر النارية.. 5 حقائق مؤلمة كشفتها خسارة الأخضر أمام الأردن

لم يكن خروج المنتخب السعودي من نصف نهائي كأس العرب 2025 في الدوحة، عقب الخسارة القاسية أمام نظيره الأردني بهدف نظيف، مجرد تعثر عابر في مسيرة “الأخضر”، بل جاءت هذه الهزيمة لتشكل صدمة مدوية للشارع الرياضي، فجَّرت سيلًا من الانتقادات التي تصدرها أسطورة الكرة السعودية سامي الجابر.

تصريحات الجابر، التي ركزت على أن “المال لا يصنع منتخبًا بل الفكر والتخطيط”، لم تكن مجرد رد فعل غاضب، بل كانت تشخيصًا دقيقًا لواقع مؤلم تعيشه الكرة السعودية، كشفت عنه مواجهة “النشامى” بوضوح من خلال خمس حقائق جوهرية لا يمكن تجاهلها.

 

أولاً: ضريبة الاحتراف وتهميش اللاعب المحلي

الحقيقة الأولى والأكثر وضوحًا هي الثمن الباهظ الذي يدفعه المنتخب الوطني نتيجة السياسات الحالية للأندية. فبينما يزدهر دوري “روشن” باستقطاب نخبة نجوم العالم، بات اللاعب السعودي يعاني تهميشًا واضحًا في المراكز القيادية والحساسة داخل المستطيل الأخضر. لقد أدى الاعتماد الكلي للأندية على المحترفين الأجانب في مراكز رأس الحربة، وصناعة اللعب، وعمق الدفاع، إلى إفراغ المنتخب من العناصر القادرة على صناعة الفارق الفردي والحسم في المباريات الدولية الكبرى، وهو ما ظهر جليًّا أمام الأردن حيث افتقد الفريق للقائد الفني القادر على فك شفرة الدفاع.

 

ثانياً: غياب الروح وتشبع النجوم

لم تكن الفوارق فنية فحسب، بل نفسية بامتياز، لقد كشفت المباراة عن فجوة هائلة في “الجوع الكروي” بين لاعبي المنتخبين. ففي حين قاتل لاعبو الأردن بروح قتالية عالية وشغف واضح لإثبات الذات، ظهر بعض نجوم الأخضر بحالة من “التشبع” وكأن تمثيل المنتخب أصبح مجرد واجب وظيفي يفتقر للشغف القديم. غياب الروح القتالية والرغبة في الانتصار كان العامل الحاسم الذي أذاب الفوارق الفنية ورجّح كفة الفريق الأكثر إصرارًا.

 

ثالثاً: فخ الإرهاق وضريبة الدوري القوي

لا يمكن إغفال العامل البدني الذي ألقى بظلاله على أداء الفريق. إن قوة التنافس في الدوري المحلي، والنسق العالي للمباريات، وضعا اللاعبين تحت ضغط بدني وذهني هائل طوال الموسم. 

دخل لاعبو المنتخب البطولة وهم في حالة استنزاف واضحة؛ ما جعلهم يظهرون ببطء شديد في التحولات، وعجز عن مجاراة الحيوية والسرعة التي تميز بها لاعبو الأردن؛ ما يطرح تساؤلات جدية حول برامج الاستشفاء وتدوير اللاعبين لحمايتهم من الاحتراق قبل الاستحقاقات الوطنية.

رابعاً: وهم القيمة السوقية والغرور

لعل النقطة الجوهرية التي ألمح إليها الجابر هي خطورة الاعتماد على لغة الأرقام المالية، دخل المنتخب السعودي اللقاء وهو يتكئ على أعلى قيمة سوقية في البطولة؛ ما ولّد شعورًا زائفًا بالتفوق المسبق، ونوعًا من الثقة الزائدة التي لامست حد الغرور أمام منافس يُصنف نظريًّا بأنه أقل تكلفة. هذه الثقة الزائدة قتلت التركيز والجدية، بينما أثبتت الأردن عمليًّا أن كرة القدم تعترف بالعطاء داخل الملعب لا بقيمة العقود خارجه.

 

 

خامساً: التخبط الفني واهتزاز الهوية

أخيراً، كشفت المباراة حالة عدم الاستقرار الفني التي يعيشها المنتخب، والقرارات المتخبطة بشأن الجهاز الفني، والعودة لخيارات تدريبية سابقة دون إستراتيجية واضحة للمستقبل، بالإضافة إلى الاختيارات الفنية التي تحوم حولها الانتقادات جعلت الأخضر يظهر بلا هوية تكتيكية واضحة.

غياب الحلول الجماعية والعجز التكتيكي أمام انضباط الأردن الدفاعي أكدا أن المنتخب بحاجة إلى إعادة بناء فني شامل يبتعد عن العواطف ويرتكز على الكفاءة والاستمرارية.

ختاماً، إن رسالة سامي الجابر النارية يجب أن تكون بمثابة خريطة طريق للتصحيح، وليست مجرد نقد عابر، فالعودة لمنصات التتويج تتطلب مواجهة هذه الحقائق المؤلمة بشجاعة والعمل على معالجتها جذرياً.

 

 

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف