إنفيديا تتراجع عن خططها لمنافسة أمازون وجوجل
أعادت شركة إنفيديا ترتيب وتنظيم جهودها في مجال الحوسبة السحابية، في خطوة تهدف إلى التعامل بشكل أكثر فاعلية مع اشتداد المنافسة في سوق الرقائق والذكاء الاصطناعي، وسط هيمنة متزايدة لعمالقة الخدمات السحابية، بحسب تقارير صحفية.
ووفق تقرير نشره موقع The Information، لن تتجه أعمال إنفيديا السحابية إلى منافسة الكبار بشكل مباشر، إذ قررت الشركة التراجع عن خطط سابقة كانت تستهدف الدخول في مواجهة مفتوحة مع مزودي الخدمات السحابية العملاقة، مثل أمازون وجوجل، وذلك بعد أكثر من عامين على طرح هذه الفكرة للمرة الأولى من قبل الرئيس التنفيذي جينسن هوانج.
دور مختلف
وبحسب التقرير، ستواصل منصة DGX Cloud العمل، لكن من دون أن تتحول إلى مزود خدمات سحابية شامل على غرار ما تقدمه شركات الحوسبة فائقة النطاق (Hyperscalers).
وبدلاً من ذلك، سيتركز دورها على دعم جهود إنفيديا في مجال تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر، وتلبية الطلب الداخلي على استخدام رقائق الشركة المتقدمة في عمليات البحث والتطوير.
قرار مدعوم بنقص الطلب
وأشار “ذا إنفورميشن” إلى أنه قد جرى دمج وحدة DGX Cloud ضمن أنشطة الهندسة والعمليات الأساسية في إنفيديا، لتصبح تحت إشراف نائب الرئيس الأول المسؤول عن هندسة البرمجيات دوايت ديركس. ويأتي هذا التغيير في أعقاب سلسلة من التعديلات الإدارية التي أُجريت في منتصف ديسمبر 2025، حيث أعيد توزيع بعض المناصب التنفيذية، فيما غادر عدد من المسؤولين الشركة بشكل كامل.
وتشير مصادر داخلية، بحسب تقرير لموقع Wall Street News، إلى أن DGX Cloud واجه صعوبات في استقطاب عدد كافٍ من العملاء، وهو ما دفع الإدارة إلى إعادة تقييم جدوى توسيع المشروع ليصبح منافساً مباشراً للخدمات السحابية الكبرى.
كما لفتت تكهنات داخلية إلى أن هوانج كان متحفظاً إزاء توسيع نشاط الحوسبة السحابية بوتيرة أسرع، انطلاقاً من مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى خسارة بعض الشركات المنافسة المحتملة، التي تُعد في الوقت ذاته من أبرز عملاء إنفيديا في مجال الرقائق، خاصة أن هؤلاء العملاء لعبوا دوراً محورياً في ترسيخ نجاح الشركة وهيمنتها على سوق تصنيع الرقائق المتقدمة خلال السنوات الأخيرة.
منافسة محتدمة وضغوط على السهم
وتأتي هذه التطورات في وقت تشير فيه المؤشرات إلى أن سهم إنفيديا بلغ سقفاً مؤقتاً، على الأقل في المدى القريب، مع تصاعد التهديدات التنافسية من شركات أخرى.
إذ أفادت تقارير بأن شركة OpenAI تجري محادثات مع أمازون للوصول إلى رقائق Trainium التي تطورها الأخيرة، رغم اعتماد الشركة المطورة لـChatGPT بشكل كبير حتى الآن على بطاقات إنفيديا.
وفي السياق ذاته، قد تحصل شركة ميتا على إمكانية استخدام وحدات المعالجة الخاصة بالذكاء الاصطناعي (TPUs) التي تطورها Google، وهو ما قد يسهم في تقليص الحصة السوقية لإنفيديا في هذا القطاع الحيوي.
وتتزامن هذه التغيرات مع تباطؤ صادرات إنفيديا إلى الصين، في ظل القيود الجيوسياسية والتجارية، فقد كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد أكد في وقت سابق من الشهر الجاري السماح للشركة باستئناف بيع رقائق H200 لبعض العملاء الصينيين، غير أن المنافسة في الأسواق الخارجية كانت قد اشتدت بالفعل خلال فترة غياب منتجات إنفيديا عن هذه الأسواق.
التزام رسمي بالاستثمار
من جانبها، أكدت إنفيديا أنها لا تزال ملتزمة بالاستثمار في DGX Cloud. وقال متحدث باسم الشركة لوسائل الإعلام: “سنواصل الاستثمار في DGX Cloud لتوفير بنية تحتية عالمية المستوى تدعم أبحاث وتطوير التقنيات المتقدمة، إضافة إلى القدرات البرمجية التي يحتاجها شركاؤنا في مجال الحوسبة السحابية لتحقيق النجاح”.
وأضاف المتحدث أن هدف الشركة كان دائماً تطوير DGX Cloud كمشروع تجريبي، يتيح لها التعلم وبناء أنظمة أفضل لدعم شركاء المنظومة التقنية، مؤكداً أن هذا التوجه لم يتغير رغم إعادة الهيكلة الأخيرة.
وبذلك، تعكس الخطوة الأخيرة توجهاً استراتيجياً جديداً لإنفيديا، يقوم على تعزيز موقعها كمزود أساسي للتقنيات والرقائق المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، بدلاً من الدخول في منافسة مباشرة مع عمالقة الحوسبة السحابية الذين يشكلون في الوقت نفسه شركاء وعملاء رئيسيين للشركة.
نقلاً عن: الشرق
