هل سجل كريستيانو جونيور 10 أهداف؟.. 3 حقائق صادمة

هل سجل كريستيانو جونيور 10 أهداف؟.. 3 حقائق صادمة

في عالم كرة القدم الحديثة، لم تعد الحقيقة وحدها هي التي تحكم المشهد، بل أصبحت الصورة والتريند هما المحرك الأساسي لمشاعر الجماهير. 

خلال الساعات الماضية، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بصور وتصميمات جرافيك انتشرت كالنار في الهشيم، تدعي أن كريستيانو جونيور، نجل الأسطورة البرتغالية وقائد نادي النصر السعودي، قد قاد فريقه لتحقيق فوز خيالي على نظيره الاتحاد بنتيجة أقرب لألعاب الفيديو منها إلى الواقع: 10-9، وأنه تكفل وحده بتسجيل الأهداف العشرة.

هذه المنشورات لم تكن مجرد دعابة عابرة، بل تعامل معها قطاع عريض من الجمهور كحقيقة مسلم بها، مدفوعين بالهالة الإعلامية التي تحيط باسم رونالدو، والرغبة الجماهيرية في رؤية الابن يكرر إعجاز الأب.

ولكن، خلف هذا الضجيج الرقمي والاحتفاء المبالغ فيه، تقف الحقائق الدامغة لتكشف زيف ما يتم ترويجه. في هذا التقرير، نغوص فيما وراء التريند لنكشف 3 حقائق صادمة تنسف هذه الرواية من أساسها.

كريستيانو جونيور لاعب النصر الصاعد

الحقيقة الأولى: نتيجة كرة يد في ملاعب القدم

الصدمة الأولى التي يجب أن يدركها المنساقون خلف الخبر، هي أن النتيجة المتداولة (10-9) لم تحدث في الأساس. المباراة التي جمعت بين براعم النصر والاتحاد لم تشهد هذا المهرجان التهديفي المزعوم. الحقيقة الموثقة في سجلات المباراة الرسمية تؤكد أن اللقاء انتهى بالتعادل الإيجابي 1-1.

 لقد كانت مباراة تكتيكية وندية عالية بين الفريقين، وليست نزهة استعراضية كما صورتها الصفحات الباحثة عن التفاعل. الترويج لنتيجة مثل 10-9 هو استخفاف بعقول المتابعين، ومحاولة مفضوحة لصناعة أسطورة وهمية على حساب الواقع التنافسي القوي الذي تشهده الفئات السنية في السعودية.

الحقيقة الثانية: وهم الفريق الذي لا يقهر

الصورة التي رسمتها السوشيال ميديا لفريق كريستيانو جونيور بكونه الفريق الذي يكتسح الجميع بلا رحمة، هي صورة غير دقيقة وتنافي واقع الجدول. الترويج لأن النصر يلتهم خصومه بالعشرة أهداف يخفي حقيقة أن الفريق يواجه صعوبات وتحديات حقيقية.

 والدليل الدامغ هنا هو الحقيقة الصادمة الثانية: فريق النصر لهذه الفئة ليس متصدرًا بلا منازع كما يشاع، بل إنه تجرع مرارة الهزيمة مؤخرًا أمام فريق القادسية، بل لا يتواجد حتى في أول ستة مراكز بدوريه من تلك الفئة.

هذه الخسارة تؤكد أن المنافسة شرسة، وأن وجود نجل رونالدو لا يعني أن الفريق أصبح خارقًا للقوانين الكروية، بل هو فريق ضمن منظومة قوية قد تفوز وقد تخسر.

الحقيقة الثالثة: اللعب في الفئة الخطأ

جزء كبير من المعلومات المغلوطة اعتمد على خلط الأوراق بخصوص الفئة السنية التي يلعب فيها جونيور. المنشورات المتداولة تتحدث عن أرقام إعجازية في دوري تحت 13 أو 15 عامًا بشكل عشوائي.

الحقيقة الثالثة هي تدقيق المعلومة؛ كريستيانو جونيور يشارك في منافسات تحت 16 عامًا (بحسب التصنيف الفني للفريق في هذه المرحلة)، وليس كما يشاع في فئات أصغر ليسهل عليه اكتساحها.

اللعب في فئة عمرية أكبر أو مختلفة يضع اللاعب تحت ضغوط بدنية وفنية مغايرة تمامًا لما يتم تصويره في الفيديوهات المجتزأة.

الخلاصة:

إن موهبة كريستيانو جونيور لا تحتاج إلى تضخيم زائف أو فبركة نتائج لتثبت جودتها. ما يحدث من تزييف للحقائق هو تجارة بالوهم لجذب اللايكات، وهي تجارة قد تضر باللاعب الشاب أكثر مما تنفعه، حيث ترفع سقف التوقعات إلى مستويات خيالية مستحيلة التحقق، وتطمس مجهود زملائه والمنافسين (مثل لاعبي الاتحاد والقادسية) الذين يقدمون مستويات حقيقية على أرض الملعب، بعيدًا عن فلاتر الفوتوشوب.

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف