بدءًا من الإحرام وحتى الانتهاء من المناسك.. خطوات اداء العمرة


تعدّ العمرة من الشعائر الدينية التي يتقرب بها المسلم إلى الله، وتتميز بسهولة مناسكها وقصر مدتها مقارنة بالحج. 

وفي هذا الدليل، يستعرض تحيا مصر ، خطوات أداء العمرة بالتفصيل، بدءًا من الإحرام وحتى الانتهاء من المناسك، وفقًا لما ورد في السنة النبوية.

صلاة

الإحرام: بداية الرحلة الروحية

الإحرام هو النية للدخول في النسك، ويبدأ عند الوصول إلى أحد المواقيت المكانية المحددة شرعًا. يُستحب الاغتسال والتطيب قبل الإحرام، ثم يرتدي الرجل إزارًا ورداءً أبيضين غير مخيطين، بينما تحرم المرأة بملابسها العادية التي لا تحتوي على زينة، مع الامتناع عن ارتداء النقاب والقفازين. بعد ذلك، ينوي المعتمر أداء العمرة بقوله: “لبيك عمرة” ويشرع في التلبية قائلاً:
“لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.
تستمر التلبية حتى الوصول إلى المسجد الحرام.

الطواف حول الكعبة: بداية مناسك العمرة

عند دخول الحرم، يتجه المعتمر إلى الكعبة ليبدأ الطواف، وهو الدوران حول البيت العتيق سبعة أشواط، بدايةً من الحجر الأسود وانتهاءً به. يُستحب أن يستلم الحجر الأسود أو يشير إليه إن تعذر ذلك، ويكون الكعبة على يسار المعتمر أثناء الطواف. في الأشواط الثلاثة الأولى، يُسن للرجل أن يسرع في المشي (الرَّمَل) مع تقارب الخطوات، ثم يمشي بهدوء في بقية الأشواط.

الصلاة عند مقام إبراهيم وشرب ماء زمزم

بعد الانتهاء من الطواف، يُستحب أداء ركعتين عند مقام إبراهيم، إن أمكن، مع قراءة سورة الفاتحة وسورة قصيرة، ثم التوجه لشرب ماء زمزم والاستزادة منه، فهو ماء مبارك كما أخبر النبي ﷺ.

السعي بين الصفا والمروة: إحياء لسنة هاجر

يبدأ المعتمر السعي من الصفا متوجهًا إلى المروة، مقطعًا المسافة سبع مرات، حيث يعد الذهاب شوطًا والعودة شوطًا آخر. عند الوقوف على الصفا، يُسنّ ترديد قوله تعالى:
“إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ، فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا…” (البقرة: 158).
ويُستحب الدعاء والتكبير عند كل وقوف.

الحلق أو التقصير: ختام المناسك

يختتم المعتمر عمرته بحلق شعر الرأس أو تقصيره، إلا أن الحلق أفضل للرجال، بينما تكتفي المرأة بقص جزء يسير من شعرها.

حكم العمرة وفضلها

اختلف الفقهاء حول وجوب العمرة، فذهب الإمامان الشافعي وأحمد إلى أنها واجبة مرة في العمر، بينما رأى الإمامان مالك وأبو حنيفة أنها سنة مؤكدة. ومهما يكن من أمر، فإن العمرة تمتاز بفضل عظيم، حيث ورد عن النبي ﷺ قوله:
“العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.”

فضل العمرة ومميزاتها

  • تُكفّر الذنوب وتُذهب الفقر.
  • تُعدّ في رمضان بمثابة حجّة كما قال النبي ﷺ.
  • تمنح المعتمر أجرًا عظيمًا، حيث إن الصلاة في المسجد الحرام تعادل مئة ألف صلاة فيما سواه.

مواقيت الإحرام: متى تبدأ العمرة؟

تنقسم مواقيت الإحرام إلى زمانية ومكانية، فالمواقيت الزمانية تعني أن العمرة يمكن أداؤها في أي وقت من السنة، بخلاف الحج الذي له توقيت محدد. 

أما المواقيت المكانية، فقد حددها النبي ﷺ لكل قادم من جهة معينة، مثل:

  • ذو الحليفة لأهل المدينة.
  • الجحفة لأهل الشام.
  • يلملم لأهل اليمن.
  • قرن المنازل لأهل نجد.

تظلّ العمرة تجربة إيمانية فريدة، فهي فرصة للمسلم للتقرّب من الله، ونيل مغفرته، واستشعار الروحانية في أطهر بقاع الأرض.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *