استخدام الشاشات يعرضك لمشاكل فى القلب.. كيف تحمى نفسك؟

أصبحت التكنولوجيا عنصرًا أساسيًا في حياتنا اليومية في العالم الحديث، سواء في العمل أو للترفيه، وقد زاد الاستهلاك الرقمي بشكل كبير، وترتب على ذلك زيادة مشكلات القلب الناجم عن زيادة استخدام الشاشات، لذلك يجب أن نكون على وعى ودراية بالمخاطر الخفية، حسبما أفاد تقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.

تتضرر صحة القلب بسبب نمط الحياة المستقر الذي يغذيه الاستخدام المفرط للشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتؤكد الحاجة إلى زيادة الوعي بهذا الخطر الخفي وتأثيره على مشكلات القلب المرتبطة بالعادات الرقمية السيئة الناجمة عن زيادة وقت الشاشة سواء للعمل أو الترفيه، بجانب قلة النشاط البدنى نتيجة الجلوس ساعات طويلة أمام الشاشات وما يترتب على ذلك من حرق عدد أقل من السعرات الحرارية يوميًا مما يرفع نسبة الكوليسترول السيئ في الجسم ويسبب زيادة الوزن والسمنة، وتزيد هذه الظروف الصحية من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة أخرى مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

الضغوط الرقمية وتأثيرها على صحة القلب

تزايدت هذه الأيام ظاهرة الإجهاد الرقمي، حيث يتم استخدام الأجهزة الرقمية بشكل مفرط، إن تلقي الإشعارات التي لا تنتهي، وتلقي رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل، إلى جانب التحقق المستمر من وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يرفع مستويات التوتر لدى الفرد، خاصة زيادة مستويات الكورتيزول في الجسم، والمرتبط بالإجهاد المزمن الذى يضغط على الجهاز القلبى الوعائى، ما يتسبب في ارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد بمرور الوقت من خطر الإصابة بأمراض القلب.

علاوة على ذلك فإن منصات التواصل الاجتماعى التى كانت تهدف إلى ربط الناس ببعضهم البعض، قد تؤدي إلى الشعور بالانفصال والقلق، ما يؤدي إلى ضائقة عاطفية، وقد يكون لهذه الدورة من الاعتماد الرقمي والضائقة العاطفية إلى عواقب طويلة الأمد على صحة القلب.

اضطراب النوم.. خطر خفي آخر

هناك طريقة أخرى يساهم بها الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وهي تعطيل أنماط النوم، حيث تصدر الشاشات ضوءًا أزرقًا يجعل النوم صعبًا بسبب انخفاض إنتاج الميلاتونين، ويعد سوء جودة النوم أو قلة النوم عامل خطر رئيسي لأمراض القلب، حيث يمكن أن يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة الالتهاب وعدم انتظام ضربات القلب.

وقد أظهرت الدراسات أن البالغين الذين ينامون أقل من ست ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية مقارنة بمن يحصلون على 7-8 ساعات الموصى بها، كما يؤدى استخدام الشاشات في وقت متأخر من الليل، وخاصة على الأجهزة المحمولة، إلى تفاقم هذه المشكلة، ما يؤدى إلى الحرمان المزمن من النوم والمخاطر المرتبطة به.

تأثير الجلوس أمام الشاشات على عادات الأكل

تتأثر عاداتنا الغذائية بالإفراط في استخدام الشاشات أيضًا، وغالبًا ما يصاحب قضاء الوقت أمام الشاشة تناول الوجبات الخفيفة دون وعي، والتي تنطوي عادةً على أطعمة عالية السعرات الحرارية ومنخفضة القيمة الغذائية، بالإضافة إلى ذلك، تسهل تطبيقات توصيل الطعام والمنصات عبر الإنترنت تناول وجبات غير صحية، وبمرور الوقت، تساهم هذه العادات في الإصابة بالسمنة والسكري واختلال توازن الكوليسترول، وكلها عوامل خطر رئيسية لأمراض القلب.

نصائح عملية للتخلص من تأثير الجلوس أمام الشاشات على صحة القلب..

في حين أن التكنولوجيا أمر واقع ولا يمكن التخلي عنها، فإن تبني عادات صحية عند استخدامها سيكون له تأثيرًا أكثر إيجابية على حماية قلبك.. بعض النصائح العملية..

خذ فترات راحة منتظمة

اتبع قاعدة 20-20-20 كل 20 دقيقة، خذ استراحة لمدة 20 ثانية وانظر إلى مسافة 20 قدمًا لتقليل إجهاد الشاشة وتشجيع الحركة.

دمج النشاط البدني

اضبط تذكيرات للوقوف أو التمدد أو المشي أثناء ساعات العمل، واستهدف 30 دقيقة على الأقل من التمارين المعتدلة يوميًا.

الحد من وقت الشاشة قبل النوم

تجنب استخدام الشاشات قبل ساعة واحدة على الأقل من وقت النوم لتحسين جودة النوم.

ممارسة التخلص من السموم الرقمية

خصص أوقاتًا محددة من اليوم للانفصال عن الأجهزة والانخراط في أنشطة غير متصلة بالإنترنت مثل القراءة أو التأمل أو قضاء الوقت مع الأصدقاء وتعزيز العلاقات الاجتماعية.

إعطاء الأولوية لنظام غذائي متوازن

كن منتبهًا لعاداتك الغذائية، خاصة أثناء استخدام الشاشات، واختر الأطعمة الصحية للقلب مثل الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.