أنواع الطواف في الحج والعمرة وشروطه وأحكامه


يُعد الطواف حول الكعبة المشرفة من أقدس الشعائر التي يؤديها المسلمون أثناء الحج والعمرة، حيث يمثل رمزًا للطاعة والتقرب إلى الله. 

وطبقا لـ تحيا مصر ، بالرغم من بساطة الحركة الدائرية التي يؤديها الحجاج والمعتمرون، إلا أن الطواف يحمل في طياته معاني روحانية وأحكامًا فقهية دقيقة.

صلاة

يُؤدى الطواف سبعة أشواط حول الكعبة، حيث يبدأ من الحجر الأسود وينتهي إليه، بشرط أن تبقى الكعبة على يسار الطائف، ويشترط في صحة الطواف الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، إضافة إلى ضرورة استكمال الأشواط السبعة دون نقص أو تردد. 

ويُعد الطواف ركنًا أساسيًا في الحج والعمرة، فلا يصحان بدونه، وينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية، لكل منها أحكامه ووقته المحدد.

أنواع الطواف وأحكامه

يأتي طواف القدوم كأول ما يؤديه الحاج عند وصوله إلى مكة، ويُعرف بعدة تسميات مثل “طواف التحية” و”طواف الورود”. 

اختلف الفقهاء حول حكمه بين كونه سنةً مستحبة أو واجبًا، إلا أن جمهور العلماء يرونه سنة، يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها.

أما طواف الإفاضة، فهو الركن الأهم في الحج، إذ لا يتم إلا به، ويقع بعد الوقوف بعرفة ومزدلفة. يُعرف هذا الطواف بعدة أسماء، منها “طواف الزيارة” و”طواف الفرض”، ويُعد أداءه شرطًا لإكمال مناسك الحج.

ويأتي طواف الوداع كآخر محطة قبل مغادرة مكة، حيث يؤديه الحاج كتعبير عن توديعه للبيت الحرام. يُلزم الحاج بأدائه قبل مغادرة المدينة المقدسة مباشرة، دون انشغال بغير الضرورات، مثل شراء الطعام أو التزود بالوقود. 

وقد أجاز الفقهاء الجمع بين طواف الوداع وطواف الإفاضة للحاج الذي لم يؤد الأخير بعد.

الطواف بين الفضل والعبادة

لا يُعد الطواف مجرد أداء حركي، بل هو عبادةٌ تحمل من الفضائل الكثير، إذ وردت في فضله أحاديثٌ نبوية تبين عظيم أجره. فقد أخبر النبي ﷺ أن استلام الحجر الأسود والركن اليماني يُحط الخطايا، كما أن إتمام سبعة أشواط والصلاة بعدها يُعادل عتق رقبة، فضلًا عن مضاعفة الحسنات ومحو السيئات مع كل خطوة يخطوها الطائف حول البيت العتيق.

ضوابط الطواف وشروطه

يستوجب الطواف الالتزام بشروط دقيقة لضمان صحته، من بينها الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر، وبدء الطواف من الحجر الأسود، وكون الكعبة على يسار الطائف، إضافةً إلى وجوب استكمال الأشواط السبعة كاملة دون نقص أو تداخل. 

كما يُشترط في بعض أنواع الطواف الموالاة بين الأشواط، خاصةً في طواف الوداع، حيث يرى بعض الفقهاء ضرورة استئنافه عند الفصل الطويل بين أشواطه.

الطواف خارج الحج والعمرة

لم يُحدد الطواف بوقت معين، إذ يجوز للمسلم أن يطوف بالكعبة في أي وقت، سواءً أكمل سبعة أشواط أو طاف أقل من ذلك تطوعًا، كما يُسمح بقطع طواف النافلة في حال ازدحام الحرم أو التعب، على عكس الطواف الواجب الذي يُلزم إكماله بمجرد الشروع فيه، وفق آراء بعض الفقهاء.

سنن الطواف وأدابه

يتبع الطواف مجموعة من السنن التي تزيد من روحانيته، منها الاضطباع في حال كان الطائف محرمًا، والرَّمل في الأشواط الثلاثة الأولى، وهو إسراع المشي مع تقارب الخطى. ويُستحب كذلك استلام الحجر الأسود وتقبيله، أو الإشارة إليه عند تعذر ذلك، إضافةً إلى استلام الركن اليماني والدعاء أثناء الطواف.

الطواف والمرأة الحائض

يشترط للطواف الطهارة من الحيض، فلا يجوز للمرأة الطواف حتى تطهر، وهو ما أكده النبي ﷺ لعائشة رضي الله عنها خلال حجها، ويستثنى من ذلك الحائض التي اضطرت لمغادرة مكة دون أداء طواف الوداع، حيث يُسقط عنها هذا الواجب تخفيفًا عنها.

بين الشعيرة والروحانية

لا يقتصر الطواف على كونه ركنًا من أركان الحج والعمرة، بل هو عبادة قائمة بذاتها، يتقرب بها المسلم من ربه في أي وقت شاء. 

فالدوران حول الكعبة ليس مجرد حركة، بل رحلة إيمانية تجسد العبودية لله، وتحاكي طواف الملائكة حول العرش، ليبقى الطواف رمزًا خالدًا للخضوع لله، ومصدرًا للنقاء الروحي لكل من أخلص فيه النية والعمل.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *