الحجاب ليس فرضًا خارج الصلاة.. والأزهر يرد

أثار الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، موجة جديدة من الجدل بعد ظهوره في لقاء متلفز على قناة “العربية”، تحدث فيه بصراحة نادرة عن قضيتي الحجاب والميراث، مؤكدًا أن الحجاب ليس فرضًا دائمًا على المرأة خارج الصلاة، وهو ما فجّر تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

وقال الهلالي إن ارتداء الحجاب لم يكن شرطًا للالتحاق بجامعة الأزهر، وذلك قبل صعود التيارات الدينية المتشددة – بحسب تعبيره – إلى المشهد العام، معتبرًا أن الحجاب ورد في النصوص الدينية كأحد آداب أداء الصلاة، وليس كزي اجتماعي مفروض على المرأة في جميع الأوقات.

الهلالي يثير الجدل مجددًا: الحجاب ليس فرضًا خارج الصلاة

وأضاف أن هناك فقهاء كبارًا لم يوجبوا الحجاب بالشكل المعروف حاليًا، بل رأوا فيه جانبًا تعبديًا مرتبطًا بالصلاة، لافتًا إلى أنه لم يُذكر في السيرة النبوية أن الرسول – صلى الله عليه وسلم – رفض الحديث مع امرأة غير محجبة، بل كان يتعامل مع الجميع باحترام وإنسانية.

وأشار الهلالي إلى أن بعض الأطراف تحاول تشويه مضمون طرحه الفقهي، مؤكدًا أنه يستند إلى نصوص واضحة وفهم مقاصدي يهدف إلى إحياء روح الدين دون اجتزاء. كما شدد على أن فرض الحجاب، كما هو معمول به الآن، نتج عن تأويلات لاحقة تشددت بمرور الوقت، وأن الاجتهاد في هذه المسائل مشروع ومطلوب.

وقد تباينت ردود الأفعال على هذه التصريحات؛ فبينما اعتبرها البعض جزءًا من دعوات تجديد الخطاب الديني وتحديث فهم النصوص بما يواكب المتغيرات الاجتماعية، رأى فيها آخرون تجاوزًا للثوابت وتعارضًا مع ما يعتبرونه نصوصًا قطعية في الشريعة.

وتعيد هذه التصريحات الجدل حول الأسئلة المؤجلة في المجتمع العربي بشأن قضايا الحجاب والميراث، وتفتح الباب أمام مناقشة العلاقة بين النص الديني وتغير الواقع، في ظل تنامي الوعي المجتمعي وتبدل الأدوار الاقتصادية والاجتماعية للمرأة.

الأزهر يرد

ورد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق عبر صفحته على فيسبوك: “الحجاب فريضة محكمة كالصلاة، ولا ينكر فرضيته إلا جاهل ضال، فقد أجمع على فرضيته علماء المسلمين في كل العصور، فكفوا عن إرضاء البشر على حساب دينكم”.