أعظم ما نعول عليه أن تحفظوا العهد مع الله ثم وطنكم

في رسالة حملت الكثير من المعاني والدلالات، وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي تحية تقدير واعتزاز لخريجي الدفعة الثانية من برنامج تأهيل أئمة وزارة الأوقاف، المنعقد بالأكاديمية العسكرية المصرية، مؤكدًا أن الأمل معقود عليهم في أن يكونوا منارات للهداية، وصوتًا للسلام، ورسلاً للرحمة.

يتحلوا بالوعي والبصيرة لمخاطبة العقول والقلوب معًا

وفي كلمته خلال الاحتفالية التي أقيمت صباح الثلاثاء بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية، شدد الرئيس السيسي، على أن الحفاظ على العهد مع الله، ثم مع الوطن، يمثل الركيزة الأساسية لما ينتظر من الخريجين في مسيرتهم الدعوية، داعيًا إياهم إلى أن يكونوا قدوة في نشر الخير، وأن يتحلوا بالوعي والبصيرة لمخاطبة العقول والقلوب معًا.

وأشار الرئيس السيسي، إلى أن الدولة المصرية تسير بخطى راسخة نحو بناء الإنسان المصري على أسس متكاملة تشمل الفكر والوجدان، لافتًا إلى أن الدين يجب أن يكون قوة دافعة للتنمية والتماسك المجتمعي، لا أداة للتفرقة أو التراجع.

معالجة قضايا المجتمع بروح العصر

وأكد الرئيس أن مصر، برصيدها الحضاري وثرائها العلمي ومؤسساتها الدينية العريقة، ستظل دائمًا منارةً للإسلام الوسطي المستنير، الذي يعلي من شأن العقل، ويحترم الاختلاف، ويؤصل لقيم العدل والرحمة، بما يعكس الوجه الحقيقي للدين الحنيف.

الدولة المصرية تسير بخطى راسخة نحو بناء الإنسان المصري على أسس متكاملة تشمل الفكر والوجدان

وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود الدولة لتطوير الخطاب الديني وتفعيل دور الأئمة في معالجة قضايا المجتمع بروح العصر، ومواجهة الأفكار المتطرفة بخطاب عقلاني يواكب متغيرات الواقع، ويعزز من قيم المواطنة والانتماء.

وأكد أن الدولة أدركت منذ البداية أهمية إعداد جيل جديد من الأئمة الذين يتسلحون بالعلم والرؤية، ليكونوا ركيزة أساسية في بناء الوعي المجتمعي والتصدي للأفكار المتطرفة.

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن ما نشهده اليوم يؤكد مضيَّ الدولة المصرية بثباتٍ وعزمٍ في مشروعها الوطني لبناء الإنسان المصري بناءً متكاملًا، يُراعي العقل والوجدان، ويجعل من الدين ركيزةً للنهوض والتقدم، في ظل قيم الانتماء والوسطية والرشد. 

ووجّه الرئيس السيسي التحية لكل عقلٍ وفكرٍ ويدٍ أسهمت في إنجاز هذا العمل الجليل، من وزارة الأوقاف، ومن الأكاديمية العسكرية المصرية، ومن كل مؤسسة وطنية آمنت بأن بناء الإنسان هو بناء للوطن، وتحصين لجيلٍ قادم، وتمهيدٌ لمستقبل أكثر إشراقًا.