انقسامات داخلية وغزة تتحول إلى صراع على بقاء نتنياهو

تشهد الساحة في إسرائيل تصعيدًا غير مسبوق في الخطاب السياسي والعسكري، وسط اتساع فجوة الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية من جهة، والرأي العام والقيادات المعارضة من جهة أخرى. 
فبينما يتواصل القتال في قطاع غزة، تتزايد الانتقادات الحادة في إسرائيل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويُنظر إلى الحرب على أنها أداة لحماية مستقبله السياسي، لا وسيلة لتحقيق أهداف استراتيجية واضحة.

ليبرمان يطالب بردع التحريض الحاخامي

دق رئيس حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، ناقوس الخطر حول ما وصفه بالتحريض الداخلي الذي يهدد أمن الدولة. 
وفي تصريحات رسمية، قال ليبرمان إنه توجه لسلطات إنفاذ القانون لوضع حد لهذا التحريض، مشيرًا إلى أن الحاخامات ينادون بتمزيق أوامر التجنيد بينما الجنود ينهارون تحت ضغط المعركة.

لابيد: نتنياهو يسخر الدولة لحماية نفسه

أما زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد، فاتهم نتنياهو بإساءة استخدام السلطة لدفن التحقيق في قضية الأموال القطرية، معتبرًا أن الشاباك ليس ميليشيا خاصة للحكومة.

وأضاف: “نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب في قطاع غزة، بل يريد وقف محاكمته بأي ثمن.

جالانت يفضح مبالغة الجيش بشأن نفق محور فيلادلفيا

في تطور خطير، كشف وزير الدفاع السابق يوآف جالانت، أن الصورة التي نشرها الجيش الإسرائيلي لعربة داخل نفق بمحور فيلادلفيا كانت في الحقيقة داخل خندق، وليس نفقًا.

وقال جالانت: “تم تسويق الصورة للمبالغة في أهمية المحور وتأخير صفقة الرهائن”.

أزمة في صفوف الجيش والاحتياط

بحسب ما نشرته صحيفة هآرتس، فإن لواء جولاني فقد 114 من مقاتليه منذ بداية الحرب، في حين يعاني آلاف الجنود من الإرهاق والضغط النفسي. 
وإذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت أن 60% فقط من جنود الاحتياط يلتزمون بالخدمة حاليًا، خلافًا لما أعلنه الجيش سابقًا بنسبة 85%.

قيادات عسكرية سابقة: الحرب سياسية

وفي تصريحات نارية لصحيفة يديعوت أحرونوت، وصف مقدم احتياط وقائد سابق في سلاح الجو الحرب بأنها سياسية تهدف فقط لبقاء نتنياهو. 
وقال: “وقعنا عرائض تطالب بوقف الحرب، نتنياهو بلا قلب ويكذب على الجمهور”.

جولان: حماس باقية… والحرب لن تُخضعها

من جهته، دعا زعيم حزب الديمقراطيين، يائير جولان، إلى القبول بصفقة تبادل أسرى ووقف الحرب، قائلاً: “حماس لن تباد، نقاتلها منذ 1987 ولا تزال قائمة”. 
وأضاف: “من يريد إعادة المخطوفين فعليه أن يقبل بالواقع، إسرائيل بحاجة لوقف الحرب لا لاستمرارها”.

تصعيد خارج الحدود: اغتيال في بيروت

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسؤولين أمنيين أكدوا أن غارة إسرائيلية جنوب بيروت استهدفت قياديًا بارزًا في حماس والجماعة الإسلامية، في مؤشر على اتساع رقعة المواجهة لتتجاوز قطاع غزة.
في ظل هذا المشهد، تبدو إسرائيل أمام لحظة مفصلية لا تتعلق فقط بالحرب مع غزة، بل بمستقبلها الداخلي واستقرار مؤسساتها، حيث بات الانقسام واضحًا بين معركة على الأرض ومعركة على الحكم.