تحذيرات صارمة وخطوات تنفيذية تبدأ في يونيو

في خطوة تُعدّ الأجرأ منذ عقود، أعلن لبنان عن بدء تنفيذ خطة تدريجية لنزع سلاح الفصائل الفلسطينية داخل المخيمات، في محاولة لاستعادة سيادة الدولة على الأراضي اللبنانية وإنهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي التي طالما شكلت مصدر قلق أمني داخلي وخارجي.

خطة متدرجة تبدأ من بيروت وتمتد جنوبًا

أقرت اللجنة التنفيذية اللبنانية-الفلسطينية المشتركة، خلال اجتماعها الأول، خطة تبدأ في منتصف يونيو المقبل بجمع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة من مخيمات برج البراجنة وشاتيلا ومار الياس في بيروت. 
ثم تمتد العملية إلى مخيمات الجليل في بعلبك والبداوي في الشمال، لتصل لاحقًا إلى مخيمات الجنوب، بما فيها الرشيدية والبرج الشمالي والبص، التي تخضع بمعظمها لسيطرة حركة فتح.

عين الحلوة.. التحدي الأكبر

مخيم عين الحلوة في صيدا، المعروف بتعقيداته الأمنية، سيشهد مقاربة خاصة، حيث سيتم تقسيم الفصائل إلى ثلاث مجموعات: منظمة التحرير الفلسطينية، حركتا حماس والجهاد الإسلامي، والمجموعات الإسلامية المتشددة. 
وستُطلب من كل مجموعة الالتزام بتسليم سلاحها وفق جدول زمني محدد.

تحذيرات رسمية: عواقب لعدم الامتثال

حذرت السلطات في لبنان من أن الفصائل التي ترفض التعاون ستواجه إجراءات صارمة، تشمل إلغاء تأشيرات الدخول ومطالبتها بمغادرة الأراضي اللبنانية. 
وأكدت أن الجيش اللبناني والأمن العام سيتوليان تنفيذ الخطة، مع دعم سياسي كامل من الرئاسات الثلاث.

موقف الفصائل: بين التحفظ والانفتاح

في حين لم تصدر مواقف رسمية من معظم الفصائل، أعربت حركة حماس عن استعدادها للحوار، شريطة أن يشمل النقاش الأبعاد السياسية والاجتماعية لوجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وليس فقط الجوانب الأمنية. 
وأكدت على ضرورة معالجة حقوق اللاجئين بالتوازي مع أي خطوات أمنية.

دعم دولي وضغوط متزايدة

تأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط دولية متزايدة على لبنان لنزع سلاح الجماعات غير الشرعية، خاصة بعد الاتفاق على وقف إطلاق النار مع إسرائيل في نوفمبر 2024. 
ويُنظر إلى هذه الخطة كجزء من جهود أوسع لإعادة بسط سلطة الدولة وتعزيز الاستقرار الداخلي.

اختبار حقيقي لسيادة الدولة

تمثل هذه الخطة اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة اللبنانية على فرض سيادتها على كامل أراضيها، وإنهاء ظاهرة السلاح غير الشرعي داخل المخيمات الفلسطينية. 
نجاحها يعتمد على التعاون بين الأطراف المعنية، والالتزام السياسي، والدعم الدولي المستمر.