شهدت أسواق الذهب في مصر خلال الأسبوع المنتهي في 29 يونيو 2025 تراجعاً متسارعاً وغير مسبوق، حيث خسر جرام عيار 21 – وهو المعيار الأكثر تداولاً – نحو 50 جنيهاً في خمسة أيام عمل فقط، من 4,695 جنيهاً يوم الاثنين 23 يونيو إلى 4,645 جنيهاً السبت 28 يونيو، مسجلاً أدنى مستوى له منذ ثلاثة أشهر وفق بيانات البورصة المصرية للمعادن الثمينة.
الهبوط الحاد جاء متوازياً مع هبوط عالمي للأونصة بنسبة 3% خلال نفس الفترة، حيث تراجع السعر الدولي من 3,380 دولاراً إلى 3,280 دولاراً، مدفوعاً بعوامل متشابكة بدأت بالاتفاق التجاري الأمريكي الصيني المفاجئ يوم الخميس 27 يونيو الذي خفف حدة التوترات التجارية، ففقد الذهب بريقه كملاذ آمن، وانتهاءً بتصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي التي أشعلت توقعات برفع سعر الفائدة بنسبة 0.5% في يوليو المقبل، مما عزز قوة الدولار وقلص الطلب على المعدن الأصفر كأصل غير مدر للدخل.
تعطل حركة التداول خلال إجازة صاغة الذهب
على الصعيد المحلي، تفاقمت الأزمة بسبب ظروف داخلية تمثلت في تعطل حركة التداول خلال إجازة صاغة الذهب يومي الثلاثاء والأربعاء، مما خلق فراغاً سيولياً عمّق الهبوط، بينما ساهمت ضغوط التضخم المحتدم (الذي تجاوز 33% في مايو) في إحجام المواطنين عن الشراء، حيث تحول كثيرون إلى بيع مشغولاتهم القديمة لتعويض الخسائر، وهو ما أكده نائب رئيس غرفة الصناعات المعدنية “عمرو عبد الحميد”: “السوق يشهد فيضاً من العرض بينما ينكمش الطلب بنسبة 35% مقارنة بالأسبوع الماضي، خاصة في محافظات الصعيد”.
الهبوط مستمر حتى سبتمبر المقبل
في هذا السياق، تباينت توصيات الخبراء بشكل لافت: فبينما دعا رئيس شعبة الذهب في اتحاد الصناعات “هاني ميلاد” المتعاملين إلى “التريث وعدم الانسياق وراء موجة البيع الحالية”، مشيراً إلى أن “الهبوط الحالي مؤقت وسيعقبه ارتداد قوي مع نهاية الربع الثالث”،
ونصح محللو “سيتي بنك” في تقريرهم الصادر صباح الجمعة 27 يونيو بالابتعاد عن الشراء الفوري، متوقعين استمرار الضغط الهبوطي حتى سبتمبر المقبل مع احتمالية وصول السعر العالمي إلى 3,100 دولار للأونصة.
نصائح بالشراء التدريجي لجرامات صغيرة شهرياً
أما غرفة صناعة الذهب فقد خرجت بتوصية وسطية عبر نقيب الصاغة “إيهاب واصف” الذي أكد في بيان رسمي أن “الشراء التدريجي لجرامات صغيرة شهرياً هو الاستراتيجية الأمثل حالياً”، مستنداً إلى تحليلات تشير إلى أن الذهب سيعاود الصعود عالمياً مع نهاية 2025 بفضل استئناف البنوك المركزية شراء كميات قياسية (متوقع أن تبلغ 950 طناً هذا العام)، وضعف الدولار على المدى المتوسط جراء المديونية الأمريكية المتصاعدة، إضافة إلى استمرار الأزمات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية التي تعيد بريق الذهب كملاذ آمن.
فاتورة واردات الذهب الخام تسجل 1.2 مليار دولار
من جهة أخرى، توقع تقرير صادر عن “جي بي مورجان” أن يشهد الربع الأخير من 2025 انتعاشاً قوياً يدفع الأسعار إلى 3,800 دولار، مدعوماً بعودة الطلب الصيني المكثف بعد تخفيف القيود المصرفية على استيراد الذهب، وهو ما سينعكس إيجاباً على السوق المحلي عبر خفض تكاليف الاستيراد التي تثقل كاهل التجار بمصر، حيث تشير بيانات مجلس التصدير والصناعة إلى أن فاتورة واردات الذهب الخام سجلت 1.2 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025 فقط.
تحذير من استمرار ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً
رغم هذه التوقعات المتفائلة على المدى المتوسط، يبقى القلق سيد الموقف بين صغار المستثمرين، خاصة بعد أن حذرت “منظمة الذهب العالمية” في أحدث نشراتها من أن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة عالمياً قد يدفع بالذهب إلى منطقة 3,000 دولار قبل نهاية العام، بينما رأى الخبير الاقتصادي “وليد جاب الله” في تحليل لـ “اليوم السابع” أن المعضلة الحقيقية للسوق المصري تكمن في أزمة السيولة بالعملة الصعبة التي “قد تحول دون استفادة التجار من الانخفاض العالمي لتعزيز المخزونات”.
==
مصادر التقرير:
البورصة المصرية للمعادن الثمينة، بوابة الأهرام، المصري اليوم، تقرير سيتي بنك، غرفة صناعة الذهب، اليوم السابع، منظمة الذهب العالمية
نقلاً عن : تحيا مصر
- محمود جنش: تعرضت للظلم في الزمالك.. وكنت باكل كشري ومولتو في أول 3 مواسم مع النادي - 30 يونيو، 2025
- 7 حالات تُفقدك بطاقة التموين في 2025.. أعرف الأسباب وتجنبها - 30 يونيو، 2025
- تسهيلات غير مسبوقة لطلاب التعليم الفني للالتحاق بكليات القمة.. تفاصيل - 29 يونيو، 2025
لا تعليق