علّق الدكتور عمار على حسن المفكر السياسي، على الفيديو المتداول لاعتداء أولياء أمور على معلمة رفضت السماح لأبنائهم بالغش بامتحانات الثانوية العامة 2025، ويقف شرطي يحاول جاهدًا أن يمنع الاعتداء اللفظي والجسدي عليها، ويطلب منها الهروب بعيدا.
وأشار إلى أنه منذ التحقنا بالمدارس في سبعينيات القرن العشرين وكان الغش موجودًا، لكن الذي تغير هو أربعة أمور:
1 ـ تصرف الغشاشين على أن ما يفعلونه حق لهم، وليس شيئا غير قانوني يجلب العار، مثلما كان سابقًا.
2 ـ التوسع في الغش بحيث صار القاعدة وليس الاستثناء، حتى صار التلاميذ والطلاب يفكرون فيه قبل التفكير في استذكار دروسهم.
3 ـ ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت كل ما كان يجري بعيدًا عن الأعين معروضًا أمام الكل.
4 ـ تقدم وسائل الغش في الامتحان وسهولته مع ثورة الاتصالات الرهيبة.
وقال: أتذكر ونحن طلاب في الصف الأول الثانوي أن مدرس الإنجليزي كان يقول لزميل لنا لا يجيد قراءة حتى حروف اللغة وكلماتها البسيطة مثل He و She: “أهلهكم ينتظرون أمام اللجان بالشوم والمطاوي، ويضطر المدرسون إلى ترك اللجان، فتنجحون أنتم، ونبتلى نحن بكم.”
وأضاف: وأثناء امتحان الصف الثالث الثانوي، وفي مادة اللغة الإنجليزية، لأن بها أسئلة “اختيار”، يسهل غشها، أتذكر أن صوتًا انطلق فجأة لشاب يركب دراجة يدور بها سريعًا حول مبنى المدرسة يملي حلا لأسئلة الاختيار.
وتابع أن بعض الاختيارات التي كان يمليها لم تكن صائبة، فوقفت أنا، وقلت لزملائي: لا تكتبوا خلفه، إن بعض اختياراته خاطئة، منوها إلى أنه كاد هذا يكلفني الطرد من اللجنة، حين صرخ مدرس في: كيف تتحدث بلا إذن في الامتحان؟ فأجبته: من واجبي أن أنبه زملائي إلى خطأ بعض ما يملى عليهم. لكن تم إبلاغ الشرطة فجاءت سريعًا، وأمسكت بالشاب.
واستكمل: لم أكن بالطبع في حاجة إلى غش، وكذلك كانت الأغلبية الساحقة بيننا، على العكس مما هو الآن، وكان الغشاش نفسه يؤمن بأنه يفعل شيئًا خاطئًا ومجرمًا ومحرمًا، ولا يعتبره حقًا أو ضرورة أو يتوهم أن في هذا الصالح العام.
وأوضح أنه في السبعينات كان الغش استثناء، ينظر إليه باشتمئزاز، لكنه اليوم صار قاعدة، يقبل الناس عليها كما يقبلون جوعى على طعامهم الحلال، وتلك هي المشكلة، لاسيما مع وصول أخبار إلى القاعدة الاجتماعية العريضة من الناس عن أن هناك لجانا خاصة تعقد في بعض الأماكن، وأن هناك أوراق إجابات لمتفوقين يتم تبديلها لحساب بعض الخائبين من أولاد موسرين أو متنفذين.
نقلاً عن : كشكول
لا تعليق