موسكو ترفض بشدة نشر قوات غربية في أوكرانيا وتصف الخطة الفرنسية بـ”الاستفزاز المباشر”


عاد التوتر ليتصاعد بين موسكو والغرب على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن نية تحالف دولي إرسال قوات إلى أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار.
في المقابل، عبّر الكرملين بوضوح عن رفضه القاطع لأي وجود عسكري أجنبي على حدود روسيا، معتبراً أن ذلك يشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي.

الكرملين يصف الخطة بـ”غير المقبولة”

أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن موسكو تعتبر نشر وحدات عسكرية أجنبية في أوكرانيا، خاصة بالقرب من الحدود الروسية، أمرًا غير مقبول. 
وقال في تصريح نقلته وكالة تاس الروسية، الجمعة: “هذا الموضوع مهم للغاية لدولتنا. وبالطبع، فإن نشر وحدات عسكرية أجنبية على الأراضي الأوكرانية بالقرب من حدودنا أمر مرفوض تماماً من قبلنا”.

واعتبر بيسكوف أن التحركات الغربية تؤكد تجاهل إشارات موسكو المتكررة حول خطورة تمدد الناتو على حدودها، ما يعمق الهوة بين روسيا والدول الأوروبية.

تحالف الراغبين يثير القلق الروسي

التصريحات الروسية جاءت تعليقاً على ما أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، حيث تحدث عن تشكيل تحالف الراغبين لمساعدة أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار.
وأوضح ماكرون أن هذا التحالف سيكون جاهزاً لبدء مهمته فور التوصل إلى اتفاق للتهدئة.

وأشار ماكرون إلى أن القوة المشتركة التي تعمل فرنسا وبريطانيا على تشكيلها يمكن أن تتحول من لواء إلى فيلق قوامه 50 ألف جندي، يكونون نواة لتحالف دولي قادر على ضمان الالتزام بوقف إطلاق النار، بمشاركة شركاء أوروبيين ودوليين.

باريس ولندن تقودان المبادرة العسكرية

بحسب ماكرون، فإن هذه القوة التي يُفترض أن تبدأ عملها فور انتهاء العمليات العسكرية، ستكون متاحة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في حال الحاجة. 
وأكد أن فرنسا وبريطانيا عازمتان على رفع مستوى الاستعداد لهذه القوة المشتركة، التي قد تمثل أساساً لبعثة حفظ سلام مستقبلية.

من جهته، صرح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن مقر تحالف الراغبين مفتوح بالفعل في باريس، وتُجرى حالياً الترتيبات النهائية لتشكيل القيادة المشتركة.

موقف روسي متصلب وسط تصاعد التوتر

يبدو أن موسكو لا تنوي تجاهل التصعيد الغربي الجديد، بل تراه خطوة استفزازية قد تؤدي إلى توسع رقعة النزاع. 
ويأتي الرفض الروسي الصريح في وقت ما تزال الحرب في أوكرانيا مستمرة دون أفق واضح للحل، وسط جمود سياسي وتوترات متزايدة بين روسيا والغرب، وخاصة بعد تدخلات متكررة من قبل دول حلف الناتو لدعم كييف.

يبقى مستقبل الخطة الغربية معلّقاً على التطورات الميدانية والدبلوماسية في أوكرانيا، لكن المؤكد أن موسكو لن تتهاون مع أي وجود عسكري أجنبي على حدودها، وهو ما ينذر بمزيد من التصعيد في المشهد الدولي المتوتر أصلاً.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *