Walker S2.. روبوت يغير بطاريته بنفسه دون تدخل بشرى


في تطوّر تقني يُعدّ سابقة عالمية في مجال الروبوتات البشرية، أعلنت شركة “يو بي تيك” (UBTech)، ومقرها مدينة شينتشن الصينة، عن إنجاز جديد يتمثل في تطوير روبوت بشري متقدم يُدعى Walker S2، يتمتع بقدرة فريدة على تبديل بطارياته بنفسه دون الحاجة إلى تدخل بشري.

ويظهر الروبوت في مقطع فيديو توضيحي نُشر مؤخرًا، وهو يتجه بثقة نحو محطة شحن، يُخرج البطارية المستنفدة من صدره، يضعها في قاعدة شحن مخصصة، ثم يُركّب بطارية مشحونة ويواصل عمله. هذه العملية، التي تستغرق نحو ثلاث دقائق فقط، تتم بسلاسة تامة، حيث صُممت البطاريات بطريقة تجعل تركيبها وفصلها يتم بسهولة مشابهة لأجهزة USB.

يعمل دون تدخل بشرى

تؤكد الشركة أن هذه الخاصية تمنح الروبوت قدرة شبه غير محدودة على العمل المستمر، دون الحاجة إلى توقف أو إعادة شحن تقليدية، فـ نظام البطارية المزدوجة الذي يميز Walker S2 يتيح له مراقبة مستويات الطاقة في الوقت الفعلي، والتبديل تلقائيًا بين البطاريات حسب الحاجة، وهو ما يضمن الاستمرارية في الأداء دون انقطاع.

 صعود مدفوع بدعم حكومي

يمثل هذا التطور الأخير حلقة ضمن سلسلة النجاحات التي تحققها الصين في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، وهي صناعة شهدت تقدمًا لافتًا خلال السنوات الماضية. فقد حددت الحكومة الصينية هذا المجال كأحد القطاعات الاستراتيجية المستقبلية، ووفرت له دعمًا سياسيًا وماليًا واسع النطاق.

وفي تقرير حديث نشرته وكالة موديز، تم التأكيد على أن الصين أصبحت تُشكّل قوة صاعدة عالميًا في قطاع الروبوتات، بفضل قدرتها الفريدة على دمج الذكاء الاصطناعي المتقدم مع التصنيع منخفض التكلفة. 

ويُظهر تقرير آخر من مورغان ستانلي، نُشر في فبراير، أن أكثر من نصف الشركات العالمية العاملة في تطوير الروبوتات الشبيهة بالبشر هي شركات صينية، كما تستقطب هذه الشركات نسبة كبيرة من تمويل رأس المال الاستثماري على مستوى العالم.

من التجريب إلى التطبيق الفعلي

تُعد شركة يو بي تيك من أبرز اللاعبين في هذا المجال، وحققت سبقًا تاريخيًا عام 2023 عندما أصبحت أول شركة روبوتات بشرية تُدرج في بورصة هونغ كونغ. وقد تم بالفعل اختبار روبوتاتها من نوع ووكر في بيئات إنتاج واقعية داخل مصانع شركات سيارات كهربائية صينية بارزة مثل:

BYD

NIO

Zeekr

ويُذكر أن الروبوت الجديد ( Walker S2) مصمم ليكون أكثر إنتاجية مقارنة بالإصدارات السابقة، حيث يدمج بين الاستقلالية الذاتية وكفاءة الطاقة، ما يجعله خيارًا مثاليًا للاستخدام الصناعي والتجاري على نطاق واسع.

موطن الروبوتات في الصين

تُعد مدينة شنتشن الجنوبية، موطن يو بي تيك، أحد المراكز التكنولوجية الرائدة عالميًا، وقد وضعت لنفسها أهدافًا طموحة لتصبح مركزًا عالميًا لتقنيات الروبوتات. تضم المدينة اليوم أكثر من 1600 شركة متخصصة في هذا القطاع، وتعمل السلطات المحلية على تسريع اعتماد الروبوتات في الصناعات المختلفة، من الإنتاج وحتى الخدمات.

وفي تطوّر لافت آخر، شهدت المدينة خلال الأسبوع الماضي أول تجربة من نوعها على مستوى العالم، حيث نشرت شركة ناشئة فريقًا من روبوتات التوصيل الذكية لإعادة تزويد متاجر 7-Eleven داخل محطات المترو بالبضائع. الملفت أن هذه الروبوتات استخدمت قطارات المترو في تنقلها، وهو ما يُعد مشروعًا رائدًا على مستوى العالم في هذا السياق.

مستقبل واعد على خطى تسلا

على الرغم من أن شركة يو بي تيك لم تحدد بعد هدفًا واضحًا لإنتاج أعداد ضخمة من روبوتات ووكر، فإن شركات صينية أخرى وضعت نصب أعينها تصنيع أكثر من 1000 وحدة خلال هذا العام، وهو ما يضعها في نفس مستوى شركة تسلا الأميركية التي تطمح لإنتاج كميات ضخمة من روبوتها الشهير Optimus.

وتشير جميع المؤشرات إلى أن الصين تسير بخطى واثقة نحو الريادة العالمية في مجال الروبوتات البشرية، مدفوعة بخليط قوي من الدعم الحكومي، الابتكار التكنولوجي، والقدرة الإنتاجية الضخمة. ويبقى روبوت Walker S2 مثالًا حيًا على ما يمكن تحقيقه عندما تلتقي التكنولوجيا المتقدمة مع الرؤية الصناعية الطموحة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *