اقتحمت قوات الأمن الباكستانية، اليوم الأربعاء، قطارًا خطفه مسلحون انفصاليون من إقليم بلوشستان، بعد مواجهة استمرت 24 ساعة، وانتهت بمقتل 54 شخصًا، بينهم 21 رهينة، والقضاء على جميع المسلحين البالغ عددهم 33.
الحادث، الذي يُعتبر واحدًا من أعنف الهجمات المسلحة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، أثار حالة من القلق حول تصاعد نشاط الجماعات الانفصالية المسلحة في بلوشستان، التي تطالب بالاستقلال عن باكستان.
عملية عسكرية معقدة.. إنقاذ رهائن ومقتل جميع المهاجمين
أكد المتحدث باسم الجيش الباكستاني، أحمد شريف شودري، أن القوات الأمنية نفذت عملية اقتحام معقدة ودقيقة، أدت إلى تحرير عدد كبير من الركاب، بينهم نساء وأطفال، مؤكدًا أن العملية تمت “بعناية فائقة”، وفق تعبيره.
وأشار شودري إلى أن 440 راكبًا كانوا على متن القطار عندما هاجمه المسلحون، موضحًا أن 21 رهينة قُتلوا قبل بدء العملية الأمنية، بينما لم يُقتل أي مدني خلال المواجهات بين الجيش والمسلحين.
اتهمت السلطات الباكستانية جماعة “جيش تحرير بلوشستان” بتنفيذ العملية، وهي أكبر الفصائل المسلحة التي تنشط في الإقليم الحدودي مع أفغانستان وإيران، وتسعى للانفصال عن باكستان.
وكانت الجماعة قد أعلنت، في وقت سابق من مساء اليوم الأربعاء، عبر بيان لها، مسؤوليتها عن الهجوم، زاعمة أنها “قتلت 50 شخصًا خلال المواجهات”، بينما تصر السلطات الباكستانية على أن عدد القتلى بين الرهائن هو 21 فقط.
تفجير خط سكة حديد وصواريخ على القطار.. بداية الهجوم
وفقًا لمصدر أمني لوكالة رويترز، بدأ الهجوم يوم الثلاثاء، عندما فجر المسلحون خط السكة الحديد قبل مرور قطار “جعفر إكسبرس”، الذي كان في طريقه من كويتا عاصمة بلوشستان إلى بيشاور في إقليم خيبر بختون خوا.
بعد التفجير، شن المسلحون هجومًا صاروخيًا على القطار، ما أدى إلى إجبار الركاب على مغادرته، قبل أن يتم احتجاز عدد منهم كرهائن داخل العربات، لتبدأ واحدة من أطول المواجهات الأمنية في تاريخ البلاد الحديث.
بلوشستان.. إقليم مشتعل بالصراعات والاستقلال مطلب دائم
يعد إقليم بلوشستان أحد أكثر المناطق توترًا في باكستان، حيث تشهد المنطقة حركات انفصالية مستمرة، تطالب بالاستقلال عن الحكومة المركزية، وسط اتهامات متبادلة بين الجيش الباكستاني والجماعات المسلحة حول انتهاكات حقوق الإنسان والاختطافات والاعتقالات التعسفية.
يؤكد جيش تحرير بلوشستان أن هدفه الأساسي هو تحقيق استقلال الإقليم، وتمكين قومية البلوش من إدارة مواردها الطبيعية، كما يشدد على إطلاق سراح السجناء السياسيين والمختطفين من أبناء الإقليم، الذين يقول إن الجيش الباكستاني يحتجزهم سرًا.
تصاعد الهجمات.. هل تواجه باكستان موجة جديدة من العنف؟
الهجوم على القطار في بلوشستان يأتي ضمن سلسلة متزايدة من الهجمات المسلحة التي تشهدها باكستان، وسط مخاوف من تصعيد جديد في الصراع بين الحكومة المركزية والفصائل المسلحة.
وفي حين نجحت السلطات الباكستانية في احتواء هذا الهجوم، فإن الأسئلة تبقى مطروحة حول:
مدى قدرة الجيش الباكستاني على مواجهة الجماعات الانفصالية المسلحة.
ما إذا كانت الحكومة ستلجأ إلى تسوية سياسية مع الحركات الانفصالية، أم ستواصل الخيار العسكري.
تأثير هذه الهجمات على الأمن والاستقرار في الإقليم الحدودي الحساس.
نقلاً عن : تحيا مصر
- “بالفيديو”.. خناقة عمرو السولية مع عضو النادي الأهلي بعد الانسحاب تتصدر الترند - 13 مارس، 2025
- نقدر تصريحات ترامب بشأن عدم مطالبة سكانح غزة بمغادرته - 13 مارس، 2025
- قافلة طبية جديدة لجامعة حلوان - 13 مارس، 2025
لا تعليق