قصف كنيسة غزة كان خطأً مأساويًا يحرج إسرائيل دوليًا


في تطور لافت يعكس تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب عملياتها العسكرية في قطاع غزة، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن القصف الذي طال كنيسة كاثوليكية في غزة وقع “عن طريق الخطأ”.
الاعتراف الإسرائيلي يأتي في أعقاب رد فعل أميركي غاضب، وموقف كنسي يندد بما وصفه بـ”الانتهاك الصارخ لمكان عبادة مقدس”.

اتصال هاتفي غاضب بين ترامب ونتنياهو

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن الرئيس ترامب بادر بالاتصال بنتنياهو بعدما علم بالضربة الجوية التي استهدفت كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة، والتي أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بحسب ما أعلنته البطريركية اللاتينية في القدس.

وأضافت ليفيت أن الرئيس الأميركي عبّر عن رد فعل غير إيجابي حيال الحادث، ليأتي رد نتنياهو موضحاً أن استهداف الكنيسة كان خطأ غير مقصود، مشدداً على أن إسرائيل تأسف بشدة لما حدث، وتصفه بأنه “مأساة إنسانية”.

الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة تحت نيران إسرائيل

الهجوم الذي طال الكنيسة، وهي الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة، أثار موجة استنكار واسعة في الأوساط الدينية والإنسانية، خاصة أن الكنيسة مثّلت ملاذاً آمناً لمئات العائلات المسيحية، الكاثوليكية منها والأرثوذكسية، منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وفي بيان رسمي، أعلنت البطريركية اللاتينية أن قذيفة سقطت على مجمع العائلة المقدسة في تمام الساعة 10:20 صباحاً بتوقيت غزة، مؤكدة أن القصف كان من قبل الجيش الإسرائيلي، وتسبب في أضرار بالغة للمباني ومقتل ثلاثة مدنيين. 
شهود عيان أشاروا إلى أن الهجوم نُفّذ بواسطة دبابة إسرائيلية متمركزة قرب المنطقة.

ردود فعل إسرائيل وتحقيق داخلي

من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن أسفها العميق لما جرى، مشددة على أن إسرائيل لا تستهدف الكنائس أو المواقع الدينية.

وأكدت الوزارة، عبر منصة “إكس”، أن الجيش فتح تحقيقاً عاجلاً للوقوف على ملابسات الحادث، مشيرة إلى أن ما حدث ناتج عن ذخائر شاردة.

وأكد مكتب نتنياهو في بيان منفصل أن تل أبيب تأسف لأي ضرر لحق بالمواقع الدينية أو بالمدنيين غير المتورطين، وهو ما أثار تساؤلات حول دقة العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل مناطق مكتظة بالسكان والمواقع الحساسة.

صدى دولي وتحقيقات دولية مرتقبة

المجزرة التي طالت الكنيسة الكاثوليكية دفعت جهات كنسية وإنسانية إلى المطالبة بتحقيقات دولية، خاصة أن الموقع كان يُستخدم كمأوى إنساني وليس له أي طابع عسكري.

يُذكر أن البابا الراحل فرنسيس كان يتواصل بشكل مستمر مع القائمين على الكنيسة خلال الأشهر الأخيرة من حياته، معرباً عن قلقه العميق إزاء أوضاع المدنيين هناك، وداعياً إلى وقف عاجل للحرب وإنقاذ الأرواح، بمن فيهم المسيحيون الذين يعيشون تحت الحصار.

في ظل تصاعد الإدانات الدولية والضغوط السياسية، تبدو إسرائيل أمام تحدٍ جديد يكشف هشاشة تعاملها مع البنية التحتية الإنسانية والدينية في غزة، وبينما تحاول تبرير ما حدث بأنه “خطأ غير مقصود”، يبقى الضحايا والألم الإنساني شاهداً على تداعيات حرب لا ترحم، تطال حتى دور العبادة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *