زيلينسكي يطالب بزخم جديد للمفاوضات مع موسكو وروسيا تلوّح بجولة ثالثة في إسطنبول


في تطور دبلوماسي لافت وسط جمود طويل، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تسريع وتيرة المفاوضات الجارية مع روسيا، مشيراً إلى أن المحادثات التي انطلقت مؤخراً تحتاج إلى “زخم إضافي” لتحقيق نتائج ملموسة. 
في المقابل، أكدت موسكو استعدادها للمشاركة في جولة ثالثة من الحوار في إسطنبول، لكنها اتهمت كييف بالمماطلة والتردد في مواصلة المسار التفاوضي.

زيلينسكي: الاتفاقات موجودة لكن التنفيذ بطيء

وفي تصريح نشره عبر منصة “إكس” اليوم الجمعة، قال الرئيس الأوكراني زيلينسكي: “تستمر عملية تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماع الثاني في إسطنبول، لكن هذه العملية بحاجة إلى المزيد من الزخم”.

وتُعد هذه أول إشارة مباشرة من زيلينسكي منذ الجولة الثانية من المفاوضات، التي استضافتها إسطنبول مطلع يونيو الماضي، وأسفرت عن تفاهمات إنسانية مهمة، أبرزها تسليم جثامين نحو 6 آلاف جندي أوكراني، وتبادل أسرى من المصابين والأقل من 25 عامًا. 
ورغم هذا التقدم، لم يُحدد بعد موعد لأي جولة ثالثة، ما يعكس هشاشة مسار التفاوض.

الكرملين يكشف: مفاوضات مباشرة بوساطة أميركية

من جانبه، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الخميس، أن بلاده تُجري مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا، لكنها تتم “بوساطة أميركية”.

وأوضح بيسكوف، في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، أن “المفاوضات الجارية الآن هي مفاوضات مباشرة مع ممثلي نظام كييف، وبوساطة أميركية”، من دون الكشف عن تفاصيل إضافية تتعلق بالأطراف المشاركة أو بنود النقاش.

ويشير هذا الإعلان إلى دور متجدد لواشنطن في الوساطة، في وقت يحاول فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الدفع باتجاه تسوية سياسية منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، لكنه لم يُحقق اختراقاً ملموساً حتى الآن.

موسكو: مستعدون لإسطنبول لكن كييف تتردد

في السياق ذاته، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن بلادها على استعداد للعودة إلى طاولة المفاوضات في إسطنبول لعقد جولة ثالثة. 
وقالت خلال مؤتمر صحفي في موسكو: “وفدنا مستعد للتوجه إلى إسطنبول في أي وقت”.

لكنها في المقابل، شككت في نوايا كييف، قائلة: “إما أن أوكرانيا تتجنب المفاوضات، أو أنها غير مستعدة لها”. وأضافت أن روسيا لم تتلقَّ حتى الآن أي طلب رسمي من الجانب الأوكراني لجدولة جولة ثالثة.

جولة ثالثة معلّقة والرهانات ترتفع

وكانت الجولة الأولى من المفاوضات قد انعقدت في 16 مايو تلتها الجولة الثانية في 2 يونيو، والتي شهدت بعض التقدم في الملفات الإنسانية، لكن دون تحقيق تقدم يُذكر في الملفات السياسية أو الأمنية الأكثر تعقيداً.

وتحوم الشكوك حول جدية كلا الطرفين في تحقيق تسوية حقيقية، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية شرق أوكرانيا، وتصاعد الضغط السياسي والإعلامي داخلياً وخارجياً.
بين دعوات زيلينسكي لتسريع العملية التفاوضية، وموقف موسكو المشكك في نوايا كييف، يبقى مستقبل الحوار الروسي الأوكراني معلقاً على خيوط سياسية دقيقة، ومع إصرار واشنطن على لعب دور الوسيط، والرهان على جولة جديدة في إسطنبول، لا تزال فرص السلام بعيدة، لكنها ليست مستحيلة إذا توفرت الإرادة الحقيقية لدى الطرفين.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *