استئناف التعاون مع الوكالة الذرية أو مواجهة سناب باك


في ظل تصاعد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني، أطلق الاتحاد الأوروبي دعوة عاجلة إلى طهران لاستئناف التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محذرًا من عواقب دولية خطيرة قد تصل إلى تفعيل آلية سناب باك، التي قد تعيد العقوبات الأممية على إيران.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تترقب فيه العواصم الأوروبية مصير الاتفاق النووي الذي ينتهي سريانه خلال أشهر قليلة، وسط حالة من الجمود في المفاوضات.

الاتحاد الأوروبي يحذر إيران من مغبة التصعيد النووي

أعلن أنور العنوني، المتحدث باسم السياسة الخارجية والأمن الأوروبي، أن الاتحاد الأوروبي يطالب السلطات الإيرانية باستئناف التعاون العاجل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأضاف أن الاتحاد يرى أن الحل الوحيد لإنهاء أزمة البرنامج النووي الإيراني هو العودة إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن.

وأكد العنوني في تصريحاته لوسائل الإعلام أن موقف الاتحاد الأوروبي واضح وصريح: “يجب ألا تمتلك إيران سلاحاً نووياً، وأن الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لتحقيق هذا الهدف”، مشيرًا إلى أن المساعي الأوروبية مستمرة رغم تعقيدات المرحلة.

آلية سناب باك: تهديد مباشر لإيران

وفي إشارة إلى الخيار البديل، أوضح المتحدث الأوروبي أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا المعروفة بـ”الترويكا الأوروبية” تملك صلاحية تفعيل آلية الزناد (Snapback) التي تؤدي إلى إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في حال استمر الانتهاك للاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وبحسب القوانين المعمول بها في مجلس الأمن، فإن إعادة فرض العقوبات لا تتطلب موافقة جماعية، بل يتم ذلك تلقائيًا في حال استخدام الدول الأوروبية حق “الفيتو” ضد قرار استمرار رفع العقوبات، مما يجعل العودة إلى الوضع السابق شبه مؤكدة.

اتصالات دبلوماسية ومساعٍ أوروبية للحل

أكد العنوني أن وزراء خارجية الترويكا أجروا اتصالات مكثفة مع نظرائهم الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة، بالتنسيق مع الممثلة السامية كايا كالاس، وذلك في محاولة لإنقاذ الاتفاق قبل فوات الأوان. 
وأشار إلى وجود فرصة لا تزال قائمة لاستئناف المحادثات، رغم هشاشة وقف إطلاق النار في عدد من مناطق الشرق الأوسط المرتبطة بالملف الإيراني.

وتابع: “نحث إيران على استغلال هذه الفرصة الأخيرة للدبلوماسية قبل أن تدخل المنطقة في مرحلة أكثر توترًا وخطورة”.

اتفاق 2015 على المحك

ينتهي الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015 في أكتوبر 2025، مما يعزز القلق الأوروبي من احتمال انهيار الاتفاق نهائيًا إذا لم يتم التوصل إلى تسوية خلال الأسابيع المقبلة. 
وترى الدول الأوروبية أن استمرار إيران في تقليص التزاماتها وعدم السماح بالتفتيش الشفاف على منشآتها النووية يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن المنطقة والعالم.

إيران في مواجهة العقوبات الدولية مجددًا

في ظل هذا التصعيد، يزداد التخوف من أن تؤدي الإجراءات الأوروبية القادمة إلى إعادة إيران تحت طائلة العقوبات الدولية الشاملة، مما سيفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد ويزيد من عزلتها الدولية، خاصة في ظل رفض واشنطن والغرب امتلاك إيران لأي قدرة نووية ذات طابع عسكري

بين التهديد بتفعيل “سناب باك” والدعوة للدبلوماسية، تقف إيران أمام مفترق طرق حاسم سيحدد مستقبلها النووي والسياسي في الأشهر القادمة. أوروبا من جانبها تبدو مستعدة لاستخدام كافة أوراقها، في انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *