في يوم الجدة الجميلة.. تعرف على سيدات بقلوب لا تشيخ


في 23 يوليو تحتفل الدنيا كل عام بـ “يوم الجدة الجميلة”، وهو احتفال أطلقته الناشطة الأمريكية أليس سولومونعام 1984 لتكريم النساء في مرحلة العمر التي تصبح فيها المرأة جدة، سواء كانت أمًا لأحفاد بيولوجيين أم لا.
يهدف اليوم إلى تحطيم الصورة النمطية للجدة التقليدية، والاعتراف بإنجازات النساء وقدراتهن المتجددة في هذه المرحلة العمرية، حيث تؤكد فلسفة سولومون أن “حياة المرأة لم تنتهِ بعدُ عند هذه المرحلة، بل تكتسب أبعادًا جديدة من التأثير” [المحتوى المرفق مع السؤال]. 

قصة اليوم العالمي للجدات

 

بدأ الاحتفال كبادرة محلية في الولايات المتحدة، لكنه تحول إلى ظاهرة عالمية عبر عقود. في إيطاليا، تبنّت الكاتبة فرانشيسكا زامبرانو الفكرة عام 2003، وأطلقت مبادرة “لا فيستا ديلا بيلا نونّا” (La Festa della Bella Nonna) في بلدة سافيجليانو، احتجاجًا على حصر صورة الجدات في وسائل الإعلام داخل أدوار الطهي ورعاية الأحفاد فقط. 
سرعان ما انتشرت الفكرة، وفي عام 2025، تشمل الاحتفالات فعاليات من البرازيل إلى اليابان، حيث توزع الزهور، وتُقام عروض أزياء تظهر أناقة الجدات، وتُنظم ورش عمل فنية تبرز إبداعاتهن. في البرازيل، حوّلت منظمة “جدة القرن” اليوم إلى حملة “الجدة البطلة” عام 2022، وجمعت المشاركات تبرعات لبناء 4 مدارس في المناطق الفقيرة، بينما دمجه اليابانيون مع “مهرجان الأوبون” التقليدي في كيوتو، حيث تظهر الجدات يرتدين الكيمونو ويؤدين رقصات تراثية.

أجمل الجدات في العالم

عبر التاريخ، لم تكن الجدات مجرد حارسات للتراث العائلي، بل صانعات تحولات كبرى. إنديرا غاندي، رئيسة وزراء الهند، كانت تُعرف بين أحفادها باسم “ديدي” (الجدة)، وخلال فترتي حكمها (1966-1984)، حافظت على تخصيص ساعتين يوميًا لمراجعة دروس أحفادها رغم إدارتها لأزمات مثل حرب باكستان وانفصال بنجلاديش. 
وفي مجال العلوم، قدمت إيمي نويثر، عالمة الرياضيات الألمانية، إسهاماتها الثورية في الجبر المجرد ونظرية الحلقات الرياضية وهي في مرحلة العمر التي توصف تقليديًا بـ”سن الجدة”، ونشرت نظريتها الشهيرة في الديناميكا الحرارية عام 1918، والتي تُدرّس اليوم في الجامعات تحت اسم “نظرية نويثر”. أما في الأدب، فرفضت جوليا تشايلد، أشهر طاهية أمريكية، التقاعد عند بلوغها السبعين، وأصدرت كتابها المرجعي “طريق جوليا في الطهي” وهي في 85 عامًا، قائلة: “أفضل أن أكون جدة تقدم وصفات جديدة على أن أكون أسيرة كرسي هزاز” [المحتوى المرفق مع السؤال]. 

 

جدات معاصرات

 

في المجتمعات التي تواجه أزمات، تظهر الجدات كخط دفاع أخير. في غزة، حوّلت سميحة خليل (85 عامًا) منزلها إلى مركز إغاثة خلال الحرب، حيث دربت نساء الحي على صنع الخبز في أفران طين عند انقطاع الكهرباء، وأنقذت عشرات العائلات من المجاعة باستخدام مخزون القمح الذي كانت تخزنه دائمًا.
وفي أوكرانيا، سافرت ماريا سيدورينكو (90 عامًا) 300 كم بالقطار من كييف إلى بولندا لاحتضان حفيدتها اليتيمة بعد مقتل والديها في القصف، رغم إصابتها بالتهاب المفاصل، مؤكدة: “الحب يجعل السن مجرد رقم”.
و في جنوب أفريقيا، قادت جبووي مكيسي (92 عامًا) معركة قانونية ضد استيلاء كبار الملاك على أراضي قريتها عام 2016، ورفعت 14 دعوة قضائية استعادت خلالها حقوق 120 عائلة، أما في فيتنام فقد فتحت لو ثي آن (79 عامًا) مطعمًا صغيرًا في هانوي عام 2020، تقدم فيه وجبات مجانية للطلاب غير القادرين، ممولة من بيع منحوتاتها السيراميكية [المحتوى المرفق مع السؤال]. 

 

أبعاد اجتماعية 

تشير بيانات اليونيسف إلى أن 40% من أيتام أفريقيا يعيشون تحت رعاية جداتهم، وفي زيمبابوي، أسست مارجريت موجابي (82 عامًا) “قرية الجدات” عام 2018، وهي تجمع سكني يضم 200 جدة يرعين أحفادًا يتامى بسبب الإيدز، وضمنت القرية حديقة حيوانات مصغرة لعلاج صدمات الأطفال. وتكشف منظمة الصحة العالمية أن 60% من الجدات في البلدان النامية يعانين أمراضًا مزمنة دون رعاية كافية، مما دفع جمعيات في الهند والبرازيل لإطلاق حملات فحص طبي مجاني لهن تحت شعار “جمالك صحتك”، وفي نيويورك، وسّعت مؤسسة “الجدة العالمية” المفهوم ليشمل ربط متطوعات مسنات بالأطفال المشردين، مؤكدة أن “الأمومة الرمزية” لا تقل أهمية عن البيولوجية.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *