في مؤشر جديد على اضطراب الاقتصاد العالمي، رفع “سيتي بنك”، أحد أكبر البنوك العالمية، توقعاته لسعر الذهب خلال الأشهر الثلاثة المقبلة إلى 3500 دولار للأوقية، بدلًا من 3300 دولار، في مراجعة تُعد الأعلى من نوعها منذ بداية العام. كما وسّع نطاق التداول المحتمل ليصل ما بين 3300 و3600 دولار، مقارنة بالتوقعات السابقة التي تراوحت بين 3100 و3500 دولار.
نظرة قاتمة للنمو الأمريكي تدفع الذهب للتحليق
أرجع البنك هذه القفزة في التوقعات إلى تدهور النظرة المستقبلية للاقتصاد الأمريكي، حيث أشار التقرير الصادر إلى أن النمو الأمريكي من المرجح أن يبقى ضعيفًا في الأجل القريب، في ظل استمرار الضغوط التضخمية التي تُغذيها الرسوم الجمركية الجديدة.
في سياق متصل، لفت التقرير إلى أن تزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية عالميًا، خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، يعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن، ويضغط على المستثمرين نحو الابتعاد عن الأصول عالية المخاطر.
التضخم يتغذى من الرسوم الجمركية وضعف الدولار
جدير بالذكر، أوضح “سيتي بنك” أن السياسات التجارية التي أُعيد تفعيلها مؤخرًا – خصوصًا الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي على سلع صينية وأوروبية – لعبت دورًا كبيرًا في تغذية موجات تضخم جديدة داخل السوق الأمريكي، مما يدفع المستثمرين إلى البحث عن أدوات تحوط، أبرزها الذهب.
وكشف التقرير أن هذه السياسات أضعفت من أداء الدولار الأمريكي، الأمر الذي يجعل المعدن الأصفر أكثر جاذبية للمستثمرين الدوليين، خاصة في ظل انخفاض العائدات الحقيقية على السندات الأمريكية.
الأسواق تترقب.. والطلب الفعلي يتسارع
تزامنًا مع هذه التوقعات، رصدت الأسواق العالمية ارتفاعًا ملحوظًا في الطلب الفعلي على الذهب، سواء من البنوك المركزية في آسيا والشرق الأوسط، أو من المستثمرين الأفراد، الذين يتجهون إلى تأمين مدخراتهم في ظل تقلبات الأسواق.
في هذا الإطار، صرّح محللون اقتصاديون في بورصة لندن للمعادن، بأن “الذهب لم يعد مجرد ملاذ أمن عند الكثيرين، بل أصبح استثمارًا إستراتيجيًا في ظل تسارع الأزمات العالمية.”
هل يكسر الذهب حاجز 3600 دولار قبل نهاية 2025؟
مع دخول الاقتصاد العالمي مرحلة جديدة من الضبابية، تزداد التوقعات بأن الذهب قد يتجاوز حاجز 3600 دولار للأوقية بنهاية العام، خاصة إذا ما استمرت الضغوط التضخمية وازداد تراجع الثقة في قدرة البنوك المركزية الكبرى على احتواء التباطؤ.
وتجدر الإشارة إلى أن الذهب سجّل مستويات تاريخية منذ مطلع عام 2025، مدعومًا بمجموعة من العوامل، أبرزها الطلب السيادي الآسيوي، والتوترات الجيوسياسية، وضعف الدولار، والمخاوف من الركود التضخمي.
في ضوء التوقعات الأخيرة، يبدو أن الذهب يستعيد مكانته كأصل استراتيجي عالمي، في وقت تشهد فيه الأسواق المالية ارتباكًا غير مسبوق، ويترنح فيه الدولار أمام موجة من الاضطرابات. فهل سنشهد تحقيق السعر القياسي المنتظر؟ أم أن مفاجآت السياسة والنمو العالمي ستغير قواعد اللعبة مجددًا؟
نقلاً عن : تحيا مصر
- التنسيقية نبض حقيقي للشارع المصري وعلي المواطنين المشاركة في العرس الانتخابي - 5 أغسطس، 2025
- البابا تواضروس يشارك في انتخابات مجلس الشيوخ ويكشف مواصفات اختياره لعضو المجلس - 4 أغسطس، 2025
- رحيل محمد ميصلحي خسارة كبيرة للاتحاد السكندري - 4 أغسطس، 2025
لا تعليق