«طهران على حافة الجفاف».. أزمة مائية تهدد العاصمة بحلول أكتوبر

حذّر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال زيارة لمحافظة زنجان في نهاية يوليو من أن سدود طهران التي تمد العاصمة بالماء قد تُجف بحلول سبتمبر إن لم يتم الحد بشدة من الاستهلاك. وشدد على أن الوضع “أصعب مما يُشاع”، وأنه إذا استمر الإهمال فلن يكون هنالك حل مستقبلي.

أسوأ جفاف منذ قرن

تعاني العاصمة من أقسى موجة جفاف في تاريخها المسجّل، حيث انخفضت احتياطات السدود إلى أدنى مستوياتها منذ مائة عام. فقد وصلت احتياطات سدود مثل “كراج” و”لار” إلى مستويات حرجة بلغت أقل من 15%، بل وصل مستوى مياه “لار” إلى واحد بالمائة فقط. أما التساقطات فهوت بنسبة تصل إلى 45% مقارنة بالمعدلات الطبيعية.

أسباب الأزمة: جفاف وتهميش حكومي

تُرجع الأزمة إلى عوامل متعددة، أبرزها الجفاف المتكرر خلال خمس سنوات متتالية، إذ انخفضت كميات الأمطار ودخلت إيران في “سنة مائية عجزت فيها السدود عن التعافي”.

سوء إدارة الموارد المائية، والاستهلاك المفرط للمياه الجوفية والتفضيل غير المتكافئ للمناطق الحضرية أو الصناعية على حساب الزراعة والمناطق الريفية.

النتائج المروعة على أرض الواقع

عانى السكان من انقطاع المياه وواجهوا صعوبات يومية، إذ بلغت مدة الانقطاع أحيانًا 12 ساعة متواصلة. وقد أُعلن عن عطلة عامة في طهران وبعض المحافظات الأخرى لتقليل ضغط استهلاك الكهرباء والمياه. كما ظهرت آثار الجفاف على البنية التحتية، حيث بدأت الأرض بالغرق والانهيار الجزئي، مع ظهور تصدعات في الطرق والمباني بسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية.

ماذا لو استمرت الأزمة؟

حدوث “يوم الصفر” (Day Zero): قد ينتهي الأمر بانقطاع شبه كامل للمياه في العاصمة. وهجرة واسعة إلى المدن الكبرى مما يزيد الضغط على البنية التحتية، كما سيحدث انهيار تدريجي للقطاعات الحيوية مثل الزراعة، الكهرباء، والنقل.

كما ستؤدي هذه الأزمة إلى حدوث توترات اجتماعية متزايدة، وقد نشهد احتجاجات كما جرى في مايو بسبب أزمة المياه.

هل تستفيق إيران قبل أن يُفوت الأوان؟

إذا بقي هذا المسار دون إصلاح شامل، ستجد أكبر مدن إيران نفسها أمام كابوس يعكس فشلًا بيئيًا وإداريًا لمجتمع عريق. الأزمة لا تهدد طهران فقط، بل ترسم مستقبلاً قاتمًا لجزء كبير من شعب البلاد، ما لم تُجر نحو إصلاحات جذرية في سياسة المياه، الإدارة الحضرية، والزراعة المستدامة.