في حادثة مأساوية ومؤثرة، توفي شاب بعد أيام قليلة من وفاة طفله، إثر دخوله في حالة حزن عميقة أثّرت بشكل مباشر على صحته النفسية والجسدية.
تعود القصة إلى إحدى القرى وبالتحديد قرية الجلاويه التابعة لمركز ساقلته بمحافظة سوهاج، عقب وفاة بشلاوي نشأت عبد العزيز الزغبي، الذي لحق بنجله أحمد بعد 17 يومًا فقط من العثور عليه غريقًا في ترعة القرية، حيث كانت الأسرة تعيش حياة مستقرة، قبل أن يتعرض الطفل، الذي لم يتجاوز عمره 7 سنوات، لحادث مفاجئ أدى إلى وفاته. وفاة الطفل كانت صدمة كبيرة للعائلة، وعلى وجه الخصوص لوالده، الذي كان يرتبط به بعلاقة استثنائية، فكان يعتبره صديقه الصغير ورفيق تفاصيله اليومية.
مع إعلان خبر وفاة الطفل، دخل الأب في حالة من الانعزال التام. وبحسب روايات العائلة والمقربين، لم يكن يتحدث مع أحد، وامتنع عن تناول الطعام والشراب، كما رفض الخروج من المنزل أو استقبال الزائرين، حتى في أيام العزاء.
صمت قاتل وألم لا يُوصف
الوالد، الذي لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، بدأ يعاني من أعراض صحية مفاجئة بعد مرور ثلاثة أيام فقط من وفاة طفله. اشتكى من آلام في الصدر، وضيق في التنفس، مع تسارع في نبضات القلب، ما استدعى نقله إلى المستشفى. ورغم تدخل الطاقم الطبي، إلا أن حالته ساءت بشكل متسارع، إلى أن فارق الحياة.
الأطباء أشاروا إلى احتمالية إصابته بـ”متلازمة القلب المنكسر” (Broken Heart Syndrome)، وهي حالة طبية حقيقية تصيب القلب نتيجة التعرض لصدمة عاطفية قوية، وتتشابه أعراضها مع أعراض النوبة القلبية. ورغم أنها في العادة قابلة للعلاج، إلا أن تأخر التدخل ووجود حالة نفسية حادة قد يجعل تأثيرها قاتلًا.
رحيل الأب بعد ابنه بأيام قليلة شكّل صدمة ثانية على العائلة، التي لم تكد تلتقط أنفاسها بعد الفقد الأول. الجنازة شهدت حضورًا كبيرًا من أهالي الحي والأقارب، الذين عبروا عن حزنهم الشديد، ووصفوا الأب بأنه كان شخصية محبوبة، عطوفة، لا تفارق الابتسامة وجهه، خاصة حين يكون برفقة طفله.
“لقد مات من الحزن”، بهذه العبارة المختصرة عبّر أحد جيرانه عن المأساة، مضيفًا: “لم يحتمل الفقد… كان قلبه معلقًا بالطفل لدرجة لم نتخيلها، حتى إننا شعرنا من اليوم الأول أنه قد لا يصمد طويلًا”.
رحل الطفل، ولحق به والده، في قصة حزينة تختصر مشاعر الملايين من الآباء والأمهات الذين لا يمكنهم تخيل الحياة دون أبنائهم. قد يكون الجسد قد غاب، لكن الحكاية ستبقى حاضرة، تروى كواحدة من صور الحب التي لا تنتهي… حتى بالموت.
وتعود بداية الواقعة إلى غياب الابن أحمد عن منزله في مساء الـ 27 من الشهر الماضي، حيث كثف الأهالي عمليات البحث لأيام، حتى تم العثور عليه جثة هامدة داخل الترعة، ما أصاب والده بحالة حزن وانكسار شديدين، أدخلاه في عزلة شديدة واكتئاب.
وبعد مرور 17 يومًا على الحادث المأساوي، لفظ الأب أنفاسه الأخيرة متأثرًا بحزنه على نجله، ليلحق به إلى مثواه الأخير، وسط أجواء من البكاء والنحيب في القرية، حيث ودعه المئات في جنازة مهيبة شهدت ترديد الدعوات لهما بالرحمة والمغفرة.
وأكد أهالي الجلاوية، أن الأب كان متعلقًا بنجله تعلقًا شديدًا، وأن فراقه كان أكبر من أن يحتمله قلبه، لتتحول القرية بأكملها إلى سرادق عزاء كبير.
نقلاً عن : تحيا مصر
- ماذا سيدرس طلاب «أولى بكالوريا» العام القادم؟.. «التعليم» توضح - 13 أغسطس، 2025
- إليسا تصل القاهرة استعداد لإحياء حفلها بالساحل الشمالي - 13 أغسطس، 2025
- محمد صلاح يتفوق على أساطير الدوري الإنجليزي برقم قياسي جديد - 13 أغسطس، 2025
لا تعليق