مصر تطلق حملات ميدانية شاملة


تُواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي جهودها المكثفة في حماية قطاع الثروة الحيوانية، والذي يمثل أحد الأعمدة الأساسية للأمن الغذائي في مصر، وذلك عبر خطة متكاملة للسيطرة على الأمراض الوبائية، وعلى رأسها مرض الحمى القلاعية.
وفي ظل التهديدات الإقليمية بظهور عترة جديدة من الفيروس في دول الجوار، أعلنت الوزارة استنفارًا علميًا وبيطريًا للتعامل مع الموقف بحرفية وسرعة.

اكتشاف العترة الجديدة واستجابة سريعة

قبل نحو شهرين، كشفت الوزارة عن ظهور عترة جديدة من مرض الحمى القلاعية في عدد من الدول المجاورة، ما استدعى تحركًا سريعًا واستباقيًا من السلطات البيطرية المصرية.

وعلى الفور، بدأت حملات تحصين موسعة في مختلف محافظات الجمهورية، مع تفعيل دور الفرق البيطرية الميدانية التي تتولى زيارة المزارع ومناطق التربية لرصد أي حالات محتملة أو مشبوهة.

مصر تمتلك منظومة متكاملة لمكافحة المرض

أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن مصر تعتمد على منظومة وقائية متكاملة لمواجهة الحمى القلاعية، وأن برامج التحصين السابقة نجحت بالفعل في تقليص معدلات الإصابة خلال السنوات الماضية.

وأضاف الوزير أن ما تم رصده من إصابات حتى الآن لا يتجاوز حالات معدودة، جميعها في مزارع صغيرة، وقد تم التعامل معها بالعزل الفوري والتشخيص المعملي، مشيرًا إلى أن السلالة الجديدة أقل حدة من سابقاتها.

إنتاج محلي سريع للقاح.. وتوزيع فوري

أوضح الوزير أن معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية نجح، خلال أسبوع واحد فقط، في إنتاج 1.5 مليون جرعة من اللقاح الجديد، وجارٍ إعداد دفعة جديدة للتوزيع خلال الأيام المقبلة.

وأكد أن هذه الخطوة تعكس كفاءة البحث العلمي المحلي وسرعة الاستجابة، موضحًا أن اللقاحات المنتجة تتمتع بأعلى معايير الجودة، ويتم اختبارها بدقة قبل استخدامها في الميدان.

خطة استباقية للتعامل مع تطورات الموقف الوبائي

كجزء من التحرك الشامل، كشف الوزير عن خطة متكاملة لمواجهة الموقف الوبائي العالمي، وتشمل:

تسيير قوافل بيطرية لتقديم اللقاحات في مختلف قرى الجمهورية.

حملات طرق أبواب تستهدف المربين والمزارعين لزيادة وعيهم وتشجيعهم على التحصين.

تنسيق موسع مع العُمد والمشايخ وكبار العائلات لضمان تغطية المجتمعات الريفية.

تكثيف التوعية المجتمعية حول المرض وكيفية الوقاية منه.

علامات مبكرة لاكتشاف الحمى القلاعية

بحسب تقرير صادر عن قطاع الإنتاج الحيواني والداجني، يمكن للمربين اكتشاف إصابة الحيوانات بالحمى القلاعية من خلال علامات محددة تشمل:

حمى شديدة وارتفاع درجة الحرارة

امتناع الحيوان عن الطعام والشراب

نقص ملحوظ في الوزن

تراجع إنتاج اللبن

سيلان اللعاب بشكل غير طبيعي

ظهور تقرحات بالفم وبين الحوافر

ويُنصح المربون بالإبلاغ الفوري عن أي حالة اشتباه، لتسهيل التدخل السريع وتقليل فرص انتشار العدوى.

جهود معهد بحوث الأمصال لتوفير اللقاحات

من جانبه، صرح الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، أن فرق معهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية عملت على مدار الساعة لتوفير الكميات المطلوبة من اللقاح، باستخدام خطوط إنتاج متطورة تلبي المواصفات القياسية الدولية.

وأشار إلى أن تراكم الخبرات داخل المعهد سهَّل التعامل السريع مع العترة الجديدة، مؤكدًا أن المعهد قادر على تغطية احتياجات السوق المحلي بالكامل دون الحاجة للاستيراد.

رفع حالة الطوارئ في جميع المديريات البيطرية

وفي السياق ذاته، أكد الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أن الوزارة أصدرت توجيهات عاجلة برفع درجة الاستعداد القصوى في جميع مديريات الطب البيطري بالمحافظات.

وأوضح أن هناك خطة متابعة يومية للأوضاع في المزارع، بالإضافة إلى تنفيذ حملات تحصين متنقلة، خاصة في المناطق التي تضم نسبًا عالية من المربين الصغار.

دعم متكامل للحفاظ على الثروة الحيوانية

تأتي هذه الجهود ضمن رؤية شاملة تهدف إلى:

حماية رأس المال الحيواني في مصر.

رفع كفاءة التحصين والسيطرة على الأمراض الوبائية.

ضمان استمرار الإنتاج الحيواني من اللحوم والألبان دون تعطل.

الحفاظ على استقرار الأسواق وأسعار اللحوم.

دعم المربين وتوفير اللقاحات والخدمات البيطرية لهم بالمجان أو بأسعار رمزية.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *