من الملوحة إلى النقاء..استراتيجية تحلية مياه البحر|تفاصيل


تحلية مياه البحر هي عملية إزالة الأملاح والمعادن الزائدة من مياه البحر لجعلها صالحة للاستخدام البشري، سواء للشرب أو الزراعة أو الأغراض الصناعية تُعد هذه التقنية من الحلول الاستراتيجية لمواجهة ندرة المياه، خاصة في الدول التي تعاني من شُحّ الموارد المائية العذبة.

أهمية تحلية المياه

تكتسب تحلية مياه البحر أهمية متزايدة في ظل التغيرات المناخية، والنمو السكاني، والتوسع العمراني، وتناقص مصادر المياه العذبة وقد أصبحت خيارًا حتميًا لدى العديد من الدول، خصوصًا في المناطق الجافة وشبه الجافة مثل الخليج العربي، وشمال إفريقيا، وبعض أجزاء من جنوب أوروبا.

من أبرز فوائدها:

توفير مصدر مستدام للمياه.

دعم الأمن المائي القومي.

تمكين الزراعة والصناعة في المناطق الساحلية.

تخفيف الضغط على المياه الجوفية والأنهار.

التقنيات المستخدمة في تحلية مياه البحر

هناك عدة تقنيات مستخدمة، من أبرزها:

1. التناضح العكسي 

الأكثر استخدامًا عالميًا.

تعتمد على تمرير المياه عبر أغشية شبه نفاذة تفصل الأملاح عن الماء.

تتميز بكفاءتها العالية وتكلفتها التشغيلية الأقل مقارنة بباقي الطرق.

2. التحلية الحرارية 

مثل التقطير متعدد المراحل أو التبخير الوميضي متعدد المراحل.

تعتمد على تبخير المياه ثم تكثيفها.

مناسبة للمناطق التي تتوفر فيها الطاقة الحرارية بشكل كبير (مثل الخليج).

3. تقنيات أخرى ناشئة

التحلية بالطاقة الشمسية.

التحلية عبر النانو تكنولوجي.

استخدام المواد الماصة الجديدة.

التحديات التي تواجه تحلية المياه

رغم فوائدها، تواجه تحلية مياه البحر عددًا من التحديات:

ارتفاع التكاليف: سواء في إنشاء المحطات أو تشغيلها.

استهلاك الطاقة: تعد من العمليات كثيفة الاستهلاك للطاقة.

التأثير البيئي: التخلص من مياه الرجيع (المياه المالحة المركزّة) قد يؤثر على البيئة البحرية.

البنية التحتية: تحتاج إلى شبكات توزيع حديثة، وخطط صيانة مستمرة.

تحلية المياه في مصر

تولي الدولة المصرية اهتمامًا متزايدًا بتحلية مياه البحر كأحد الحلول لمواجهة أزمة المياه، خاصة في المناطق الساحلية والمدن الجديدة وتعمل الدولة على إنشاء عشرات المحطات ضمن خطة استراتيجية قومية تستهدف إنتاج ملايين الأمتار المكعبة من المياه المحلاة يوميًا بحلول 2030، مع التركيز على استخدام الطاقة المتجددة لتقليل التكلفة وتقليل الأثر البيئي.

المستقبل والتحول نحو الاستدامة

تسير تحلية المياه نحو المزيد من الكفاءة والاستدامة، من خلال:

الدمج مع مصادر الطاقة المتجددة (مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح).

خفض تكلفة الطاقة باستخدام تكنولوجيا متطورة.

تحسين معالجة الرجيع الملحي واستخدامه في صناعات أخرى.

زيادة الاعتماد على التحلية في الزراعة الذكية في المناطق الصحراوية.

تحلية مياه البحر لم تعد رفاهية أو خيارًا ثانويًا، بل أصبحت ضرورة استراتيجية لتحقيق الأمن المائي في الحاضر والمستقبل ومع التقدم التكنولوجي، تنفتح آفاق جديدة لجعل هذه العملية أكثر كفاءة وأقل تكلفة، ما يعزز من دورها في مواجهة التحديات المائية العالمية.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف