شيرين عبد الوهاب بين الاعتزال والأزمات الصحية.. هل اقتربت نهايتها الفنية؟


تمر الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب والتي تعد واحدة من أبرز نجمات الغناء في العالم العربي بمرحلة حرجة ومعقدة من حياتها الشخصية والمهنية فبين أنباء متكررة عن نيتها اعتزال الفن، وعودات متذبذبة إلى الساحة، وأزمات صحية ونفسية متلاحقة، يتساءل الكثيرون: هل تقترب شيرين من نهاية مشوارها الفني؟ أم أنها ستعود من جديد أقوى من السابق؟

في التقرير التالي يستعرض موقع تحيا مصر الأزمات التي وقعت بها شيرين عبد الوهاب الفترة الماضية.

بين النجومية والتردد في الاعتزال

لم تكن شيرين عبد الوهاب مجرد مطربة بصوت دافئ وإحساس عالٍ، بل شكلت حالة فنية وإنسانية خاصة، منذ انطلاقتها في بدايات الألفينات سكنت قلوب الملايين، وحققت نجاحاً لافتاً بأغانيها التي جمعت بين الرومانسية والواقعية، إلا أن هذه النجومية لم تكن كافية لدرء التردد الذي يراودها مراراً بشأن الاستمرار في الساحة الفنية فقد أثارت الفنانة الجدل مؤخراً بعد تداول أنباء عن رغبتها في الاعتزال النهائي، وهو ما تكرر أكثر من مرة في السنوات الماضية، ما فتح باب التساؤلات حول مدى جدية قرارها هذه المرة.

شيرين عبد الوهاب 

وكانت شيرين قد صرحت سابقاً: “سأتخذ قرار الاعتزال عندما يزداد ويثقل الحمل والمسؤوليات عليّ، لأنني أتمنى راحة البال وأن أكون مثل أي إمرأة ترعى أبنائها وترافقهم في مناسباتهم الخاصة وتهتم به كما تهتم بمنزلها وأسرتها وزوجها”، كلمات نابعة من قلب امرأة منهكة، تحاول الموازنة بين أمومتها، حياتها الخاصة، ومسيرتها الفنية التي لم تكن سهلة بأي حال.

ما يجدر ذكره، أن هذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها شيرين عن الاعتزال، ففي عام 2016 أعلنت فجأة اعتزالها الفن ما تسبب في صدمة لجمهورها الذي أطلق حملات واسعة تطالب بعودتها لم تمضِ أيام حتى تراجعت شيرين عن القرار، مؤكدة أن الحب الجارف الذي وجدته من جمهورها كان السبب الرئيسي في تراجعها، هذا الحادث كشف عن عمق العلاقة العاطفية بين شيرين وجمهورها، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى هشاشة حالتها النفسية وعدم استقرارها في اتخاذ القرارات الكبرى.

وعكة صحية وأزمات متجددة

خلال الأيام الماضية، تصدّرت شيرين عبد الوهاب عناوين الأخبار مجدداً، بعد إعلان طليقها الفنان حسام حبيب عن تعرضها لوعكة صحية خطيرة، ما أعاد القلق إلى محبيها، وقال حبيب في تصريحات تليفزيونية: “شيرين مريضة جداً وتخشى عليّ من ضغط الجمهور، لكنها ستعود أقوى لجمهورها بعد انتهاء الفترة التي تمر بها”، تصريحات حبيب كشفت جانباً من الضغوطات النفسية التي تعاني منها شيرين، والتي يبدو أنها تعزز الشعور لديها بأن الاعتزال قد يكون الملاذ الأخير للنجاة.

عودة ثالثة لحسام حبيب.. والتساؤلات مستمرة

من بين أبرز العوامل التي أرّقت حياة شيرين في السنوات الأخيرة، كانت علاقتها المتقلبة بزوجها حسام حبيب، فقد شهدت علاقتهما انفصالات وعودات متكررة وصلت أحياناً إلى ساحات القضاء، وسط تسريبات صوتية واتهامات متبادلة من الطرفين، ومع إعلان عودتهما للمرة الثالثة مؤخراً، لم تهدأ الأقاويل حول هذه العلاقة، وتأثيرها السلبي على استقرار شيرين النفسي والفني، فهناك من يرى أن هذه العلاقة تُثقل كاهل الفنانة أكثر مما تدعمها، خاصة مع كثرة الأزمات التي صاحبتها، حيث كانت إحدى المحطات المظلمة في حياة شيرين عبد الوهاب كانت ما أشيع حول تعاطيها مواد مخدرة، ودخولها إحدى المصحات النفسية لتلقي العلاج، ورغم تحفظ الإعلام الرسمي عن تداول هذه الأخبار بشكل صريح فإن مصادر عديدة أكدت سفر شيرين للخارج للخضوع لبرنامج علاجي متكامل، في محاولة لاستعادة توازنها النفسي والجسدي، هذه المرحلة الحساسة تركت أثراً واضحاً على حضورها الفني، وأثارت تساؤلات جدية حول مستقبلها كفنانة، وهل يمكنها أن تعود إلى سابق عهدها في ظل هذه الضغوط الهائلة؟

خلاف قانوني مع روتانا… من يربح الجولة؟

الأزمات لم تقتصر على حياة شيرين عبد الوهاب الشخصية، بل امتدت إلى مسيرتها الفنية وبشكل أكثر تحديداً إلى خلافها القانوني مع شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، والتي كانت قد تعاقدت معها لإنتاج ألبوم جديد، فقد قامت الشركة بحذف أغاني الألبوم من المنصات الرقمية بعد اتهام شيرين بمخالفة بنود العقد، والمطالبة بدفع الشرط الجزائي لكن بعد نزاع قانوني دام أشهر، كسبت شيرين القضية، ما مثل انتصاراً قانونياً لها، لكنه لم يُترجم بعد إلى عودة فعلية قوية على الساحة.

شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب 

هل اقتربت النهاية؟

كل ما سبق يجعل السؤال مشروعاً: هل وصلت شيرين عبد الوهاب إلى نهاية مشوارها الفني؟ أم أن هذه مرحلة عابرة، قد تليها صحوة جديدة تعيد إليها ألقها القديم؟

رغم كل الأزمات، ما تزال شيرين تمتلك رصيداً ضخماً من المحبة الجماهيرية، وصوتاً لا يُستبدل، وأرشيفاً فنياً كبيراً، لكن الحقيقة أن استمرارها يعتمد اليوم ليس فقط على رغبتها، بل على قدرتها النفسية والصحية على المواصلة، وهناك من يرى أن التراجع الفني الذي تعانيه شيرين، وتكرار مشاكلها بدأ يؤثر على شعبيتها، حتى أن بعض المعجبين بدأوا يتراجعون عن دعمهم لها، أو على الأقل توقفوا عن الدفاع عنها كما في السابق.

قصة شيرين عبد الوهاب ليست مجرد سيرة فنية، بل رواية إنسانية غنية بالتفاصيل، تتأرجح بين النجاح والانكسار، بين الضوء والعتمة ولعل أجمل ما فيها أنها ما زالت قادرة، رغم كل ما مرت به، على أن تبعث الأمل في جمهورها بكلمة أو أغنية، لكن ما تحتاجه شيرين اليوم قبل أن تفكر في العودة أو الاعتزال، هو استقرار حقيقي على المستويين النفسي والشخصي لأن الفن الحقيقي لا يزدهر إلا في ظل السلام الداخلي، وهذا ما يبدو أنها تبحث عنه بشدة.


نقلاً عن : تحيا مصر

أحمد ناجيمؤلف

Avatar for أحمد ناجي

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف