زار عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي كريس فان هولين وجيف ميركلي، اليوم، معبر رفح من الجانب المصري، برفقة محافظ شمال سيناء اللواء خالد مجاور وعدد من المسؤولين الأمميين.

أستاذ العلوم الساسية: زيارة عضوا مجلس الشيوخ لمعبر رفح تكسر أكاذيب الرواية الإسرائيلية 

وتأتي الزيارة في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة وتكدّس آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات داخل الأراضي المصرية، بانتظار السماح لها بالدخول إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.

وفي هذا السياق، وصف الدكتور إسماعيل التركي، أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية” ، عن هذه الزيارة بأنها “نوعية وهامة” لأنها تنقل الصورة الحقيقية للأوضاع الإنسانية داخل غزة إلى صُنّاع القرار في الولايات المتحدة، بعيداً عن الرواية الإسرائيلية التي تحاول تحميل مصر المسؤولية عن تعطيل المساعدات.

رسائل القاهرة للعالم.. مصر تُظهر شفافيتها

كما أكد الدكتور التركي من خلال حديثة أن السماح للوفد الأمريكي بالدخول إلى معبر رفح يعكس رغبة مصر في كشف الحقائق للعالم، وتوضيح أن المعبر يعمل بشكل دائم، وأن القاهرة لم تغلقه يوماً واحداً منذ بداية الحرب.

وأضاف أن هذه الخطوة تُعتبر رسالة مباشرة للمجتمع الدولي بأن مصر تقوم بدورها الإنساني وتتحمل مسؤولية كبرى في إدارة الملف، وأنها منفتحة على أي جهة دولية تريد التحقق من الحقائق على الأرض.

مشاهدات الوفد.. الحقيقة بالعين المجردة

أوضح التركي أن الوفد الأمريكي شاهد بعينه الاصطفاف الطويل للشاحنات والحافلات عند بوابة معبر رفح، كما تفقد المخازن الممتلئة بالمواد الغذائية والطبية الجاهزة للعبور، ما يؤكد أن مصر قامت بدورها بالكامل.

وأشار إلى أن النائبين استمعا كذلك إلى أصوات الانفجارات القادمة من غزة، ما منح الزيارة طابعاً إنسانياً درامياً يعكس مأساة الشعب الفلسطيني على نحو مباشر.

وأوضح أستاذ العلوم الساسية، بأن هذه المشاهد الميدانية تُفند كل الادعاءات الإسرائيلية وتؤكد أن العرقلة الحقيقية مصدرها الاحتلال، وليس مصر.

مغزى الزيارة.. أصوات معارضة للحرب من داخل واشنطن

شدد الدكتور التركي على أن أهمية الزيارة تتضاعف لأن عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي اللذين قاما بها معروفان بتوجهاتهما الرافضة للحرب والعدوان الإسرائيلي، ودائماً ما عبّرا عن مواقف إنسانية تجاه الشعب الفلسطيني.

وأضاف أن وجودهما في رفح يُتيح لهما تكوين رؤية واقعية أكثر وضوحاً، مما يساعد على نقل شهادات حيّة إلى الكونجرس والإدارة الأمريكية، بعيداً عن الدعاية الإسرائيلية المضللة.

هل تضغط واشنطن على إسرائيل لرفع الحصار؟

أن الزيارة بحد ذاتها لن ترفع الحصار فوراً، لكنها تمثل خطوة مهمة على طريق الضغط السياسي والإعلامي على إسرائيل، خاصة إذا تحولت هذه الشهادات إلى مواقف علنية داخل الكونجرس الأمريكي

فكانت الرسائل واضحة،  لا مزايدة إعلامية،  بل صور فعلية، توثق ألاف الشاحنات،  إجراءات واضحة، وترتيبات مصرية مكثفة علي مدار الساعة

تؤكد أن مصر هي الطرف الأكثر التزاماً بالقضية الإنسانية، لكن نجاح هذه الجهود يعتمد في النهاية على مدى استعداد واشنطن لاستخدام نفوذها لفرض ضغوط حقيقية على تل أبيب.

القاهرة تكشف وتوثّق

جدير بالذكر، تُعد زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لمعبر رفح، وكما وصفها الدكتور إسماعيل التركي، “زيارة نوعية” تحمل دلالات إنسانية وسياسية عميقة. فهي تكشف للعالم أن مصر تؤدي دورها بشفافية وفعالية، وتضع الرواية الإسرائيلية أمام تحدي الحقائق الميدانية.

ورغم أن الطريق ما زال طويلاً نحو رفع الحصار بشكل كامل، إلا أن هذه الزيارة قد تشكّل خطوة تأسيسية لتحركات أوسع تُعيد الاعتبار للبعد الإنساني في التعامل مع أزمة غزة